أكد مجدداً إن المركز هو العمق الاستراتيجي للكرد في العراق
السيمانية ـ عباس كاريزي:
في اطار سعيه لفتح قنوات جديدة للحوار وتقريب وجهات النظر وتقديم حلول لمستقبل العراق، واستمرار التوافق بين مكوناته، قام وفد من مركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية بزيارة اقليم كردستان التقى خلالها بعدد من المسؤولين في مقدمتهم رئيس الاقليم مسعود بارزاني.
عضو الوفد الزائر رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية الدكتور عدنان السراج، قال في تصريح للصباح الجديد، ان اكثر من عشرين شخصية من النخب والاكاديميين وعدد من نواب البرلمان والكتاب والإعلاميين العراقيين، قاموا ضمن وفد تابع لمركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية بزيارة ناجحة الى اقليم كردستان التقوا خلالها برئيس الاقليم السيد مسعود بارزاني الذي عبر للوفد عن استيائه من الأوضاع التي وصلت اليها العلاقة بين بغداد واربيل، وتخوفه من حصول تصادم بين الانتهاء من داعش ما لم يتم وضع حلول مناسبة ومعالجات موضوعية للمشكلات والقضايا العالقة.
السراج اعلن عن اتفاق الوفد مع بارزاني على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة واقع الحال وتقديم المقترحات والتوصيات التي تسهم في التقريب بين وجهات النظر عبر حلول ومعالجات واقعية للمشكلات القائمة بين حكومتي الاقليم والمركز.
واكد ان بارزاني كان واضحاً في رأيه بأن أي خيار يلجأ اليه الكرد سيكون بالتفاهم والحوار مع بغداد سلمياً، وهو فصل بين مسألة الانفصال والاستقلال، عادًا بغداد بالعمق الاستراتيجي للكرد في العراق.
بيان لرئاسة اقليم كردستان صدر اول امس السبـت تلقت الصباح الجديـد نسخـة منه اكد ان بارزانــي تطــرق إلى تاريخ علاقات شعب كردستان مع دولة العراق التي تأسست وفقاً لمبدأ الشراكة بين الكرد والعرب ومراعاة حقوق المكونات الأخرى.
وتابع بارزاني وفقاً للبيان ان شعب كردستان لم ينل من تلك الشراكة سوى الدمار والخراب، مبدياً إستياءه من تصرفات وقرارات الحكومة العراقية التي كانت مغايرة تماماً للمبادئ التي تم تثبيتها في الدستور العراقي، وهو ما يعني فشل التوافق والفدرالية ومبدأ الشراكة.
واضاف بارزاني أن شعب كردستان ليس مسؤولاً عن الوضع المزري الذي يعيشه العراق بل تتحمل الحكومة المركزية والأطراف السياسية مسؤولية تردي هذا الوضع.
وشدد الرئيس بارزاني على حق شعب كردستان في تقرير مصيره مؤكداً بأن أي اتحاد قسري أو انفصال قسري لم ولن ينجح في أي دولة من دول العالم، وحول هذه المسألة أوضح «بأنَّ إستقلال كردستان يجب أن يكون بعيداً عن العنف وفي إطار الحوار والتفاهم من أجل إيجاد حل جذري لجميع المشكلات العالقة، مرحباً بجميع أشكال الحوار والتفاهم وتبادل الآراء بين الإقليم وبغداد.
وحول مستقبل المناطق المحررة نتيجة الحرب ضد إرهابيي داعش أكد بارزاني عدم أحقية أية جهة أو حزب سياسي أن يفرض صيغة معينة على أهالي هذه المنطقة، وأن أهالي المنطقة هم المسؤولون عن تقرير مصيرهم بنفسهم.
وأوضح الرئيس بارزاني بأن الثقة كانت كبيرة بعراق فيدرالي ديمقراطي بعد سقوط النظام السابق، وأنه سعى كثيراً من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن الأحداث التي تلت سقوط النظام السابق أكدت بأن ثقافة التهديد وتهميش الكرد وفسخ مبدأ الشراكة مازالت مستمرة، كما شدد سيادته على ضرورة إحترام الرأي العام في كردستان وإرادة هذا الشعب، وأن تتفهم جميع الأطراف مطالب شعب كردستان، وإحترام إرادة المكونات القومية والدينية الأخرى في العراق.
يشار الى ان وفد مركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية الذي يزور الاقليم تألف من اكثر من عشرين شخصاً من النخب والاكاديميين والسياسيين من معظم المكونات العراقية، في مسعى منهم لفتح قنوات الحوار مع جميع الاطراف السياسية والشخصيات العراقية النافذة بهدف خلق اجواء جديدة وحوارات تفضي لتحديد قواسم مشتركة في محاولة لرسم سياسات عراقية جديدة بناء على المصالح العليا للشعب.
وكان الوفد العراقي قد التقى في وقت سابق الرئيس العراقي فؤاد معصوم وشخصيات عراقية أخرى ويهدف الى توفير مناخات جديدة لبلورة سياسة عراقية جديدة بعد فشل السياسات والمقاربات الماضية بين الاطراف العراقية.
هذا وتمر العلاقة بن اقليم كردستان وبغداد بمرحلة من الشد والجذب يشوبها نوع من التوتر وعدم الثقة دفعت بالحكومة الاتحادية الى قطع ميزانية الاقليم من الموازنة الاتحادية على خلفية تفرد الاقليم بتصدير نفطه الى الخارج وبات بارزاني يلوح بعد دخول داعش الى البلاد بالاستقلال كحل نهائي للعلاقة بين الاقليم وبغداد.