جرت العادة لدى بعض المناصرين لحقوق المرأة او المنظمات النسوية في بلداننا بإحياء يوم 8 اذار بوصفه يوم المرأة العالمي ويتخلل ذلك تقديم التهاني الى نساء البشرية وتقديم وردة او هدية لمن حولنا من نساء. وفي هذه الحالة يمكن ان يقوم أكثر البشر رجعية بتقديم وردة للمرأة التي يحبها، والتي يعدها في الوقت ذاته جزءا من املاكه. فليس هناك أي تناقض بين السلوكين.
يوم 8 اذار هو اليوم العالمي لحقوق المرأة وهو بذلك يوم نضالي وليس يوما للمشاعر الودية فقط، برغم أهمية ذلك. وهو تعبير عن نضال المرأة والقوى التقدمية التي دافعت وتدافع عن هذه الحقوق.
يوم المرأة يجب ان يكون كل يوم، ولكن اليوم العالمي لحقوق المرأة هو المجال الذي يسمح بتمحيص مدى التقدم الذي تم تحقيقه في مجال المساواة مع الرجل والتطورات المطلوبة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لتحقيق ذلك.
فمنذ بداية القرن التاسع عشر طالب اليسار في أوروبا والحركات النسوية بالمساواة بين المرأة والرجل ومنح النساء الحقوق الممنوحة للرجل نفسها، والعمل على تغيير السلوك الاجتماعي الذي يقلل من شان النساء. في ذلك الحين كانت قائمة الحقوق المسلوبة من النساء طويلة جدا. وعلى راسها حق التعليم وحق العمل الحر او التجاري او ممارسة المهن المستقلة ثم حق الانتخاب، وأخيرا وليس اخرا المساواة في الحقوق مع الرجل بعد ان كانت المساواة في الواجبات متحققة منذ فجر التاريخ.
وفي بداية القرن العشرين توسعت حركة الدفاع عن حقوق المرأة من خلال نضال المرأة خصوصا في أوروبا، وتمحورت حول حق التصويت وشروط عمل أفضل والمساواة بين الجنسين.
وقد أعلن هذا اليوم للمرة الأولى يوما للدفاع عن حقوق المرأة في 1910 من قبل Clara ZETKIN في اثناء المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات في كوبنهاكن.
ولكنه أصبح تقليدا عالميا غداة الحرب العالمية الثانية. وفي 1977 اعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم 8 من اذار يوما عالميا لحقوق المرأة.
وفي العام الحالي عدت الأمم المتحدة يوم 8 اذار يوما للتأكيد ولتحقيق التقدم الحقيقي في المساواة بين الجنسين او بالأحرى القضاء على الفوارق في الأجور وفرص العمل التي تعاني منها النساء.
فتحية الى جميع النساء ولكن الأهم من ذلك لندعم نضالهن من اجل المساواة والعدالة وإقرار جميع الحقوق المسلوبة من النساء.
د. وثاب السعدي
يوم 8 آذار، يوم المرأة العالمي أو اليوم العالمي لحقوق المرأة
التعليقات مغلقة