مصدر: بارزاني يقدّم تطمينات لأنقـرة باستمرار تدفق خام كركوك عبر أراضيها

أكد أن زيارته تأتي في إطار إجهاض مذكرة التفاهم بين بغداد وطهران
كركوك ـ عباس كاريزي:

يقف العم تحسين محمد في طابور طويل الى جانب العشرات من أبناء مدينة كركوك منذ يومين لتسلم خمسين لتراً من النفط توزعها السلطات المحلية على العائلات في المدينة لتقيهم برد الشتاء القارس.
كركوك مدينة الذهب الاسود كما يطلق عليها او قدس كردستان كما يسميها الكرد تعوم على بحر من النفط بينما يتطلب تسلم خمسين لترًا من النفط ان يقف العم تحسين وهو مواطن طاعن في السن من ابناء المدينة وغيره من المواطنين ساعات طويلة على ابواب احدى محطات الوقود المخصصة لتوزيع النفط الأبيض وفقاً لكوبون وزعته الحكومة المحلية على المواطنين.
العم تحسين يقول انا واقف في هذا الطابور امام المحطة منذ ساعات الصباح الباكر انتظر ان يأتي دوري لتسلم خمسين لترًا من النفط خصصتها المحافظة لكل عائلة، وفي معرض رده على سؤال للصباح الجديد، عن رأيه، في الفائدة التي تجنيها المحافظة من بيع النفط وتصديره الى خارج البلاد، يضيف ان ابناء المدينة لايعرفون مصير النفط الذي يصدر من المحافظة والى جيوب من تذهب، وقال نحن ندرك بأن هناك فساداً كبيراً في ملف النفط وما نراه حولنا من غناء فاحش للمسؤولين وبناء الفلل والقصور والعمارات ما هو الا جزء من هذا الفساد، ولكننا غير ابهين بذلك وكل همنا هو تأمين قوت اطفالنا اليومي.
مصدر مسؤول في محافظة كركوك رفض الكشف عن اسمه كشف في تصريح للصباح الجديد عن ارتفاع كميات النفط المستخرج من حقلي هافنا وباي حسن الى قرابة 450 الف برميل لصالح شركة كار التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وتابع ان هذه الشركة التي تعمل لصالح حكومة اقليم كردستان، لم تضع لحد اللحظة عدادات لقياس كميات النفط المصدر في حقلي هافانا وباي حسن غربي محافظة كركوك.
واوضح المصدر ان عدد الابار في هذين الحقلين يصل الى قرابة 400 بئر نفطي، تصدر شركة كار اغلبه عبر انبوب تصدير نفط الإقليم في حين تحمل البقية الى عدد من المصافي المحلية ومحطات توليد الطاقة اضافة الى المصانع ومعامل الاسمنت.
ولفت الى ان الحكومة المحلية في محافظة كركوك ابرمت اتفاقاً مع حكومة الاقليم تسلم بموجبها نفط المحافظة مقابل 10 ملايين دولار تمنحها حكومة الاقليم للحكومة المحلية في المدينة كاموال بترو دولار، واضاف ان مجلس المحافظة ليس على اطلاع بطبيعة نوع الاتفاق الذي وقعه محافظ المدينة الدكتور نجم الدين كريم مع حكومة الاقليم، واضاف ان ملف النفط في المحافظة يشوبه فساد وغموض كبير مؤكداً ان تصديره سابقاً عبر شركة سومو برغم انه لم يعد بفائدة على ابناء المدينة الا انه كان اكثر شفافية ووضوحاً مما يجري الآن.
وكان رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة ريبوار طالباني قد اعلن ان مجلس المحافظة لن يفسح المجال لتمرير الاتفاق الذي وقع بين بغداد وطهران بشأن بناء خط أنابيب لتصدير النفط الخام من حقول كركوك عبر ايران من دون توضيح بنوده وتفاصيله والرجوع الى حكومة اقليم كردستان.
طالباني شدد على عدم السماح بتنفيذ الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وايران الخاص بتصدير الخام عبر انابيب من كركوك الى ايران وقال «لن تمر نقطة نفط واحدة قبل توضيح ماهية الاتفاق لنا».
وكانت وزارة النفط العراقية اعلنت يوم الاثنين ان بغداد وطهران وقعتا مذكرة تفاهم لدراسة بناء خط أنابيب لتصدير النفط الخام من حقول كركوك عبر ايران.
وبين المصدر للصباح الجديد ان الزيارة التي يقوم بها رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني الى تركيا ولقاءه برئيس الجمهورية والوزراء تتضمن بحث ملفين مهمين الأول منع أية خطط او مشاريع تعتزم الحكومة العراقية اجراءها لمنع تدفق نفط كركوك الى انبوب جيهان عبر الاراضي التركية، اضافة الى الحد من التهديدات التي يشكلها عناصر حزب العمال الكردستاني وتحركاتهم على مصالح الحكومة التركية في المنطقة.
واضاف المصدر ان الاتفاقات النفطية طويلة الاجل التي وقعها الحزب الديمقراطي الكردستاني، تمنع حصول اية تفاهمات او حوار جدي لانهاء الخلافات بين اربيل وبغداد وهي تنذر بعواقب وخيمة على كردستان والمنطقة اذا ما استمر الفساد والتلاعب الكبير بملف نفط الاقليم وكركوك على حد سواء كما هو عليه الان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة