دولة متوازنة !

نقف بقوة مع تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي في توصيفه للصراع بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وتشخيصه ورؤاه لبؤر التوتر في المنطقة وانعكاساتها على العراق شعباً وارضاً وقد بات جلياً ان سخونة الملف الايراني الاميركي وتداعيات الحرب النفسية بين البلدين لابد لها ان تترك اثارًا على المحيط الاقليمي عامة وليس العراق فقط وقد كان رئيس الوزراء حيد العبادي واضحاً في تأكيده على وجوب ان يكون العراق بمنأى عن جوهر الخلافات الايرانية الاميركية والتزامه الحياد ورفض اية محاولات لاتخاذ الساحة العراقية ميداناً لخوض النزاعات او تصدير الفوضى الناشئة عنها الى بغداد هذا الموقف الرسمي الواضح والذي صدرعلى لسان ارفع عنوان في السلطة التنفيذية يمثل من وجهة نظرنا اشهار ورقة انذار لكلا الطرفين بضرورة احترام الارادة العراقية وفي الوقت نفسه يكشف عن شفافية ووضوح في المواقف العراقية المعلنة ويمنع أية محاولات لتشويه موقف العراق كدولة مستقلة ويقطع الطريق امام أية تفسيرات تنطلق من هنا وهناك وتتعكز على مواقف احزاب او كيانات او زعامات توزعت مواقفها بين التأييد والرفض والاصطفاف مع اميركا او ايران وفي ضوء التداخل والتعقيد والتشابك في العلاقات بين دول منطقة الشرق الاوسط وفي ضوء اختلاف المصالح بين دول الجوار العراقي سيكون من الصواب بالنسبة للعراق التزام الحياد والبقاء كدولة متوازنة تبحث عن التعاون الايجابي مع الجميع وفي الوقت نفسه ترفض ان يتدخل في شؤونها الجميع وستثبت الايام ان مواقف رئيس الحكومة العبادي ودعواته المستمرة لاستقلالية القرار العراقي يمكن ان تجنب العراق اية حروب او نزاعات قد تنشب في المستقبل القريب في منطقتنا او في الاقل ستخفف من تداعيات هذه الحروب على الشعب العراقي وخلاف ذلك فان المواقف المتعاطفة او المنحازة لاي تكتل او تحالف سيفتح الابواب امام النيران وسيمنح الاخرين ممن يتربصون الحجج لزج العراق في منزلقات خطيرة قد تعرض الشعب العراقي الى ويلات جديدة على وفق هذا المنظور يمكن تفسير الاهتمام العالمي بمحورية العراق ودوره في المستقبل ولربما كان استقبال بغداد لممثلي ثلاثة رؤساء لدول مهمة ( ترامب وبوتين وروحاني ) في اقل من 48ساعة هو تفسير وتجسيد حي لتنافس دولي لاستقطاب المواقف العراقية والتلويح بتقديم الدعم للحكومة العراقية التي حققت نجاحاً باهراً في قيادة الحرب على الارهاب .
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة