جيرمان) على عملاق إسبانيا (برشلونة) في موقعة (حديقة الأمراء) ضمن دور الـ 16 من (الشامبيونزليغ) هيضت من جناح الفريق الكتالوني وهبطت به الى مستوٍ هزيل، أوقفه عند حده وأذاقه لباس الذل والرهبة بعد أن كان يتسلق الأسوار والمعاقل ويدك أبراج فرق أوروبا العتيدة بالثلاثة والأربعة والخمسة وحتى الستة والسبعة والجميع يلبث طويلاً ويرتقب بفارغ الصبر مَقْدَمْ البلوغرانا – فقط – ليروه ماراً في طرقات مدنهم العاشقة لكرة القدم فإذا ما لاحت مهارات (أم أس أن) اللاتيني وتمريرات (أنيستا) وصلابة (بوسكيتس) ارتجت قلوب المنافسين ارتجاج النهر تحت ضفتيه وخفق فؤاد المشجع بين دفتيه لهول دوي الأهداف وطنينها في حنايا الشباك الجوفاء.
إلا أن أبناء مدينة الأنوار كافاني، دي ماريا، دراكسلر، فيراتي، رابيو وخلفهم المعلم (اوناي ايمري) ارتدوا أبهى ثيابهم واقتطفوا من أشواك الملحمة الكروية أربع أزهار كروية انتثرت رياحينها في الطريق الذي جاء به (لويس أنريكي) وكتيبته المدججة بفنون كرة القدم ليبتهل بعدها أفلاذ أكباد إقليم (كتالونيا) الى الله ويخروا له سجداً أن الباريسيين تركوهم يذهبوا الى بيوتهم منهزمين مقهورين بأقل من نصف درزن من الأهداف.
ومن أكبر دواعي الأسف في هذه المباراة أنك ياأنريكي لم تكن تملك مرآة تستطيع أن تعرض على عينيك تخرصاتك المكنونة كيما ترى خيال خياراتك التكتيكية البائسة.
وأن كثيراً من خبراء المستديرة ومحلليها كلما ذكروا (لويس أنريكي) وأبناءه بعد المباراة أخذوا يتوجعون من مظالم هذه اللعبة وودّوا وأنا منهم لو أن (المسكين) أنريكي أتيح له أن يفقه حقيقة نفسه ويدرك أن كرة القدم لعبة استراتيجية جماعية. بانتظار ما سوف تجود علينا به مباراة الإياب من فضائل ومناقب الرجل وأبنائه !!.
* مدرب كروي وناقد رياضي
ميثم عادل