في عيد الحب يجدد العراقيون عهود الوفاء للوطن

بغداد – احلام يوسف:
عيد الحب الذي تتضارب الآراء حوله في كل عام ما بين محلل ومحرّم للاحتفال به، علينا ان نعرف بان الاحتفال به ليس بحدث الفيني، فالغرب يحتفل بهذا اليوم منذ اعوام طويلة، وحتى في العراق، وفي تسعينيات القرن الماضي كان هناك من يعرف ان للحب عيدا، يحتفل به العشاق ويتبادلون به الهدايا التي تجدد عهود الحب والوفاء فيما بينهم.
في العراق، تحول عيد الحب الى معنى اكبر، فاكتسب معاني اسمى واصبح عيد الحب هو الوطن، هو الأم، والاخت، والصديق، اذ ان العراقيين بأمس الحاجة الى تلك المشاعر، كي يستطيعوا بها تعويض كم الكره والحقد، الذي يكنه البعض لهذا الوطن.
بدأ الاهتمام بهذا اليوم مؤخرا، وبدأ اصحاب المحال يعرضون بضاعتهم التي تتمثل عادة بالدببة والورود “الحمر” تحديدا، لأنها بضاعة رائجة ومطلوبة من قبل الزبائن، الفيس بوك احد الوسائل التي يمكن من خلالها التعرف على نسبة حجم الاهتمام من قبل الجنسين بتلك المناسبة، والملاحظ انها لم تقتصر على فئة معينة، او حالة اجتماعية محددة، فالمتزوجون كانت لهم الحصة الاكبر في نشر التهاني والاهداءات الصورية لشريكاتهم بالحياة الزوجية، وهذا مؤشر ايجابي، لان بعضهم غير معتاد على الاعلان عن وجود شريكة له في حياته الخاصة، لكن عيد الحب كشف لهم قبل غيرهم، اهتمامهم وحرصهم على بناء حياة سعيدة مع زوجاتهم، وان لم يكونوا يعرفوا حجمه.
احمد العزاوي احد هؤلاء الشباب المتزوجين، والذي كتب تهنئة رقيقة الى زوجته يعتذر منها على تصرفاته التي سببت يوما ما بخلاف بينهما، وكتب لها وعودا كثيرة بابتعاده عن كل ما كان يسبب لها قلقا او حزنا، وردت عليه هي بالمقابل بالوعود نفسها.
عيد الحب بالنسبة للعزاوي وغيره الكثير ممن شاركوا اعلانه للحب ووعوده، كان مناسبة تشبه الى حد كبير اعياد الفطر، والاضحى، و راس السنة الميلادية، حيث ان الكثير من المتخاصمين يقررون انهاء خلاف او زعل بينهم وبين احد آخر، في تلك المناسبات، وبالنسبة للبعض تكون مناسبة لزيارات ما بين الاصدقاء والاقارب، للتأكيد على حرصهم على صلة الرحم، كذلك عيد الحب اذ يعده البعض مناسبة لتجديد عهود الحب فيما بينه وبين الشريك.
عبد الرزاق الفضلي يقول ان الحب بعد الزواج يفتر، او يتحول الى اعتياد فتنطفئ جمرة الحب المتوقدة، وعيد الحب كأنه نفحة هواء تعيد اشتعال تلك الجمرة، فهو موجود، لكن يحتاج الى ظرف معين كي يعلن عن نفسه مرة اخرى.
اما احمد عبد الواحد فيقول ان العراق اليوم بحاجة الحب من قبل كل ابنائه، لأنه وحده من يستطيع ان ينقذه من الخونة، والحاقدين، والمخربين، فلو عرف الحب طريقا الى قلوب هؤلاء لما كانوا كذلك، فالحب هو المخلص، والمنقذ الذي ننتظره منذ سنين ولم ندرِ انه يقبع داخلنا.
الحب لا يمكن ان يكون محرما، لان الله محبة، والدين محبة، فان كان العشق يعني بالضرورة علاقة الرجل بالمرأة، فان الحب يعني الوطن والاهل والاصدقاء، فكيف لي ان احرص على وطني واوفي له ان لم يكن الحب هو ما يربطني به، وكيف لي ان احرص على علاقتي بالأهل والاصدقاء ان لم يكن الحب هو ما يربطني بهم، فهل هناك ما يستحق الاحتفال به وتخصيص عيد له اكثر منه؟! .. كل عام والحب يملأ قلوبنا للوطن ارضا وشعبا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة