ثمة ضرورة قصوى لدراسات انثروبولوجية، واجتماعية ،ونفسية ..في تفكيك ظواهر السلوك الاجتماعي، لسبر أغوار فهم المجتمع بكل الجوانب التي يتعاطى فيها ،من الأدب ،الرسم ،النحت …وكذلك الكتابة على الجدران : الذي أرى الحفر المعرفي والإركولوجي يندر فيه ؛لذا حاول المؤلف الدكتور كاظم الخفاجي في كتابه: ثقافة الجدران، فك الاشتباك في تلك الظاهرة ،ودراستها تأريخياً وإنثروبولوجياً لغرض يدعونا إلى القراءة ،وفك الألغاز في ظواهر منتشرة على الجدران أينما كنت ترى ذلك في الوطن من أقصاه إلى أقصاه ،حاول «المؤلف» التوضيح والتشريح والفحص لثقافة الجدران،و لترميم التصدع والشرخ وإيجاد العلاج لحلحة المشاكل النفسية –الاجتماعية التي تدعو إلى الكتابة على الجدران ،ومعرفة إفرازات الظواهر السلوكية على هذا الاتجاه في تشويه الذائقة ، بهذه الفوضى العارمة على الجدران والأبنية والمحال التجارية، وأحيانا تجدها منافية للذوق العام ، بل خادشة للحياء،عبارات تكتب بأخطاء إملائية ،وخطوط مشوهة على الجدران بكل مكان..
وقد حاول د. كاظم الخفاجي معالجة تلك الظواهر.. عبر تقسيم الكتاب إلى:
الفصل الأول / الجدار التاريخي – الطبيعي بثلاثة مباحث 1. الطبيعي 2. الاجتماعي 3. النفسي
الفصل الثاني / الجدار السياسي
1. الثالث / الجدار الديني 1. المقدس 2. المتخيل 3. اللوني العنصري
الفصل الرابع ) الجدار / الذات وإشكالية النسق 1. النمط الكتابي 2. مقاصد المعنى 3. الكتابات الإعلانية وتصادم الرغبات
الفصل الخامس / نصوص جدارية والخاتمة
حقا موضوعة لم يتطرق لها اي عربي من قبل د.كاظم ..لذلك ستتلألأ الفصول .بإضاءة تستحقها
…في قراءة معرفية وجمالية لكتابه المرتقب قدم الدكتور الخفاجي مسحاً فكرياً وعلمياً لفصول الكتاب المثير الهام والجديد بموضوعه بالبحث الاركولوجي في المعرفة والأدب والنقد ؛تداخل فيه التاريخي ..بالمقدس.. وبالأدب.. والنقد…فقد استعرض ماهية البحث وتمهيده و رؤيته لثقافة الجدار بمنهجية علمية وباسلوب أدبي آخاذ ..متناولا «بأطروحته الجديدة» الجدار من ريادة الحضارة، والرسوم على الجدران ،والكتابة بالحضارة المصرية ، الرافدينية، البوذية، اليهودية ..وثقافة الجدار لدى دول عدة كفرنسا والمانيا .مقسما الجدار الى أقسام :منها الجدار النفسي.. والسياسي.. والاقتصادي.. والاجتماعي.. والجنسي .وفي الكتب المقدسة كما وردت بالتوراة والقرآن الكريم .واتخاذ اليهود الجدار كحائط المبكى ، وإشارة القرآن الكريم …لا يقاتلونكم إلا من وراء جدر..ثم استخدام الشعراء للجدار كالسياب..والشعراء القدامي وقد أورد نصوصا شعرية بذلك عن جدار حبيباتهم …ثم عرج على ثقافة الجدران بالعراق من العثمانيين إلى يومنا المعاصر.. أقول : في العراق بلد المعمارية المهندسة العالمية زها حديد ونخبة من المعماريين العالميين والفنانين والتشكيليين يتوجب وضع اللمسات الفنية الساحرة بمعمار الأبنية الحكومية ،والدور السكنية. الباحث «الخفاجي» حاول بكتابه ترميم التشوهات على الجدران في كل حارة وزقاق ومدينة ،بالتصدي لإشاعة قيم الجمال في المعمار المدني كما تسعى الحضارة العالمية اليوم في كل أرجاء المدن بالعالم ،من خلال التزيين والمعمار الجميل الذي يُضفي رونقاً وبهاءً على المدن باختيار الألوان ،والأزياء ،والفلكلور ،والتراث ،بروح عصريّة ،بعيداً عن تشويه جدران المدن..
ثقافة الجدران وسلطـة المعنى
التعليقات مغلقة