عادل بدر الرياحي
أكاديمي عراقي
لقد مر تاريخ انتاج الطاقة الكهربائية بالعراق بظروف صعبة جدًا وكان لتلك الظروف المتمثلة بالحروب التي خاضها النظام السابق والحصار الاقتصادي في حينها اضافة الى الدمار الكبير الذي طال هذة المنظومة من جراء إحداث ،2003 وكذلك الأضرار التي الحقها الارهاب والعصابات الإجرامية، الامر الذي اثر بنحو سلبي على انتاج الطاقة الكهربائية بالعراق برغم الجهود الكبيرة التي يبذلها منتسبو وزارة الكهرباء في أصلاح تلك الأضرار موضوعة البحث اعلاه والتي تستحق كل الشكر والعرفان, كما ان الحكومات الوطنية المتعاقبة اولت اهتماماً كبيراً في تأهيل المنظومة الكهربائية من خلال رصد التخصيصات المالية برغم الظروف المالية الصعبة وشحه السيولة المالية خلال تلك الفترات الماضية .ومن هنا تأتي الاهمية القصوى التي تستوجب اشاعة ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية من اجل دعم المنظومة الوطنية للكهرباء، والتي تحتم على الجميع العمل بروحية فريق العمل الواحد لدعم جهود ملاكات وزارة الكهرباء المخلصة، سواء الجهود المبذولة في قطاع انتاج الطاقة او نقلها او توزيعها او في مجالات الصيانة .ولكي نسهم مساهمة متواضعة في رفد خطط وزارة الكهرباء وتمكينها من بلوغ تغطية احمال الذروة فلابد من اعتماد المقترحات الهادفة التي يمكن اجمالها بالنقاط الاساسية التالية :-
1 – ضرورة إشاعة ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية لدى الجميع لان مسؤولية المحافظة على ديمومة الكهرباء لاتنحصر بمسؤولية تشكيلات وزارة الكهرباء بل انها من مسؤولية الجميع سواء كانوا أفراداً او مؤسسات فالكل يجب ان يعمل بروحية فريق العمل الواحد.
2 – وجوب قيام المؤسسات الاعلامية سواء المقروءة او المرئية او المسموعة بحملات للتوعية والترويج وحث المواطنين الكرام لترشيد استهلاك الكهرباء من خلال عدم أثقال الشبكة الوطنية بأحمال إضافية وإطفاء الاجهزة الكهربائية غير الضرورية ولاسيما خلال ساعات الذروة.
3 – العمل على ازالة جميع التجاوزات الحاصلة على الشبكة الكهربائية وذلك من قبل دوائر توزيع الطاقة الكهربائية وبالتنسيق مع الشرطة الاتحادية او من قبل المواطنين الكرام وبصورة طوعية.
4 – اقامة المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية في الجامعات والمعاهد والنوادي والجمعيات العلمية من اجل التعريف باهمية موضوع الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية وبما يضمن تهيئة الارضية الملائمة لانجاح خطط الترشيد بالطاقة الكهربائية ودعم منظومة الكهرباء الوطنية.
5 – تنظيم المعارض وبالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في مجال أنتاج الطاقة الكهربائية وعرض البوسترات التعريفية التي تشجع على الترشيد وتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية.
6 – تشجيع الصناعات الوطنية المتخصصة بإنتاج المصابيح الاقتصادية والعمل على استبدال الإنارة الحالية للمؤسسات والمنازل معاً وبما يسهم في خفض الاحمال المترتبة على منظومة الكهرباء الوطنية ولاسيما في أثناء أحمال الذروة القصوى التي تثقل محطات الانتاج.
7 – تفعيل دور اجهزة التقييس والسيطرة النوعية على الزام الاجهزة الاستيرادية والتجار على توريد واستيراد الاجهزة الكهربائية ذات الكفاءة للطاقة ومنع استيراد الاجهزة الكهربائية المخالفة والعمل على اتلافها قبل دخولها للسوق المحلية وعدّ هذا الموضوع من الامور المهمة.
8 – دراسة امكانية استعمال تقنية الاستشعار عن بعد في الانارة الداخلية للمباني وكذلك اجهزة الانارة المتحسسة للضوء والتي تنطفىء بمجرد ظهور ضياء النهار من اجل ترشيد استهلاك الكهرباء.
9-النظر بامكانية ادخال ثقافة الترشيد في الطاقة ضمن مناهج التدريس ولجميع المراحل الدراسية من اجل ترسيخ هذه الثقافة التي تترتب عليها تقليل الاستهلاك بالكهرباء.
10 – تكثيف حملات استيفاء الديون المترتبة بذمة الغير لصالح وزارة الكهرباء كوسيلة ضغط اضافية لاشعار الجهات المستهلكة للكهرباء بضرورة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية والحد من الهدر الحاصل في التيار الكهربائي الكلي واستثماره في مجالات مثمرة اخرى.
ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.. ضرورة وطنية ملحة
التعليقات مغلقة