بدأت الدول الاستعمارية الأوربية الغربية في مطلع القرن التاسع عشر بإرسال هيئاتها الدبلوماسية وبعثاتها التبشيرية بكثافة إلى الشرق الأوسط وعيونهم مصوبة نحو (بلاد الرافدين – العراق) لامتيازه بالموقع الاستراتيجي الفريد فهو ملتقى خطوط التجارة العالمية بين قارتي أوربا وآسيا ولمحاددته للإمبراطورية العثمانية ولأنه مهد الحضارات والنبوات , كانت هذه الدول مدفوعة بالهواجس الدينية النابعة من نصوص كتب التوراة والتلمود اليهودية والإنجيل وهاجس ذكرى
* ( في ألأصل اللغوي الآرامي العربي فإن التوراة تعني التراث والعلم وتتألف من قسمين هما العهد القديم والعهد الجديد , والعهد القديم هو كتاب اليهود المقدس ويضم ( 39 سفرا) منها خمسة اسفار تمثل توراة موسى اما الاسفار الباقية فهي اسفار الاناشيد واسفار الشعر ومزامير داوود وحكم سليمان ويلحق بها نشيد الإنشاد واسفار الأنبياء وعددها ( 7 (سفرالم والتلمود تعني التلميذ وتتضمن شروح التوراة و تسجيل التاريخ والحكايا والمأثورات اليهودية ويسمى التلمود البابلي , وهنالك تلمود اخر هو التلمود الفلسطيني الذي كتبه اليهود بعد عودتهم من بابل )
الحملة الصليبية والتبشير النصراني والهاجس الاستخباري والطموحات الاستعمارية التي اشتعلت في تلك الفترة بعد حرب الاستقلال الأمريكية وحروب بونابرت في أوربا والتغييرات الحاصلة في خارطة الدول الأوربية وحروب روسيا القيصرية مع الإمبراطورية العثمانية وتداعياتها , ووسط كل ذلك كانت (ميسوبتاميا – بلا د الرافدين وهي أيضا (ارض شيئعار الأرض المقدسة عند اليهود والنصارى لأنها مهبط آدم أصل البشرية كما تقول كتبهم المقدسة وهي مقدسة عند المسلمين أيضا حيث فيها جنة عدن وطوفان نوح وجبل الجودي, وموطن ومبعث إبراهيم الخليل أبو الأنبياء المبجل عند المسلمين وجميع الاديان السماوية والأرض التي التقت وتعايشت فيها جميع الأديان بسلام وبلا تناقض أو عداء وحيث إن أور ونينوى وبابل حاضرات دائما في ثنايا صفحات تلك الكتب , لكل تلك الهواجس كان العراق من الاهداف الأولى التي صوب الغرب الاستعماري عيونه عليها
يوجد في العراق العديد من المراكز الدينية لغير المسلمين كالكنانس والأديرة القديمة مثل كنيسة ( مار أشعيا ) و كانت في الأصل ديرا له تاريخ قديم يرجع إلى عام ( 77 ق م ) وكنيسة (مار أحودمة ) وكنيسة (مار بثيون) ودير (مار إيليا ) ودير (مار متي) من القرن الرابع للميلاد ودير ( مار كوركيس) ودير (مار بهنام ) من القرن الخامس الميلادي ودير ( الربان هرمزد ) المنقور في الصخر قرب بلدة القوش , وهنالك أيضا الأضرحة والمعابد والمزارات اليزيدية ( مرقد الشيخ عدي الهكاري) والكنس اليهودية مثل ( القبر المنسوب للنبي ناحوم وقبر أخته سارة بجواره ) قرب مدينة القوش في الموصل , وهو من الأنبياء الاثني عشر الصغار من قرية القوش في فلسطين ويدعى (ناحوم الألقوشي) وقد جاء مرحلة من قبل الآشوريين إلى هذا المكان حيث مات ودفن , وهو صاحب السفر ( 34 ) من أسفار العهد القديم , وقد كتب عنه الرحالة الأوربيون الذين زاروا المنطقة وصفا وشرحا وتوثيقا تاريخيا وكان اليهود يحجون إلى قبره كل عام إلى فترة الخمسينات من القرن العشرين , وإن وجود الضريح ألمنسوب له في نينوى يخالف الرواية التوراتية التي تقول أنه عاد إلى فلسطين مع جماعة كبيرة من يهود بابل وأعاد بناء الهيكل ثم مات هناك , كذلك (الكفل) قريبا من بابل واليعازر (عزرا – العزير) قرب القرنة وهو من الانباء الذين رحلهم الملك نابو- كودور- رى -آوصر(الناني) (نبوخذ نصر في التوراة)
الهجمة الأولى في القرن التاسع عشر.. إطلالة تأريخية
التعليقات مغلقة