احلام يوسف
الكثير منا مر بحالة اعجاب بأشخاص معيين ولأسباب عدة، الثقة بالنفس او بالشكل الجميل او بخفة الظل.. الخ، ومنا من توهم الاعجاب حبا، وفينا من احب وخشي البوح بحبح، خشية انه معجب بالآخر لا اكثر، وبما يعني ان هناك من لا يفرق بين الاعجاب والحب وعندما يتطور الاعجاب بشخص ما الى محبة او عشق، يظن انه احبه منذ اللحظـة الاولـى ولا يعـي انـه كـان مجـرد اعجـاب.
في علم النفس هناك عدة فروقات بين مشاعر الحب والاعجاب اذ اوضح عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس ان الاعجاب يعني الشعور بالتقدير والاحترام لسبب او عدة اسباب.
واضاف: “عندما نعجب بشخص ما تتولد لدينا رغبة بالتواصل معه، لكن ليس الى الحد الذي يجعلنا نشعر بالحزن او التأزم الذي نصاب به في حال ابتعاده كما يحدث عن الشعور بالحب، حيث يمكن ان يؤدي الابتعاد والاشتياق الى الاحساس بالحزن والتوتر”.
وتابع: “في الحب يبدأ الشخص بالبحث عن احتياجات المحبوب كي يوفرها له بأي طريقة وبأي ثمن وتتولد لديه رغبة بالتواصل معه اكبر وقت ممكن، اما الاعجاب فيولد بداخلنا رغبة بالتواصل في حال وجودنا مع الشخص بمكان واحد، ولا نسعى لان نلتقيه او نتواصل معه في الظروف الاخرى”.
وعن حالات الاعجاب التي تتحول الى حب يقول طاهر: “يمكن للإعجاب ان يكون بوابة للدخول الى الحب، لكن ليس هذا ما يحدث دائما، فالحب يتولد لأسباب اعمق. والمشاعر تختلف بين الحالتين فيما يتعلق بالسعادة والشغف واللهفة تجاه المحبوب.
والسعادة طويلة الامد التي يشعر بها الشخص حتى بمجرد التفكير بالمحبوب. اما الإعجاب فيتوقف على نوع وصفات الشخصيّة التي يتحلى بها الطرف الآخر، والتي تُسهم بالحفاظ على عمق العلاقة على عكس الحب الذي يحيل حتى العيوب الى ميزات في بعض الاحيان.
واضاف: “في الحب يجد الشخص ان محبوبه كامل وخال من العيوب، اما الاعجاب فيعتمد على معايير خاصة بني على اساسها مثل موهبة هذا الشخص ومهاراته وتميزه ومرحه.. الخ وهنا اتحدث عن الاعجاب ما بين الجنسين لان احد الفروقات بين الاعجاب والحب ان الاعجاب يمكن ان يتولد ما بين الجنس نفسه، رجل يعجب برجل اخــر بسبــب موهبــة معينــة او قصائــده او مؤلفاتـه، لكـن الحـب حصـرا بيـن جنسيـن مختلفـين.
وذكر طاهر ان الفلاسفة اختلفوا في تعريف الحب وتفسيره، ففسره البعض انه التعلّق بشخصٍ أو بشيءٍ مُعين، فيما عرّفه آخـرون أنـه احتـرام ومـودّة وعواطـف أخـرى عميقـة وقويّـة اتجـاه الحبيـب.
واشارت عالمة النفس آنا فيلاروبيا إلى أنّ “الإعجاب يُمكن أن يكون جزء من الحب، بحيث يتشكّل كخطوةٍ سابقة لمرحلة الوقوع في الحب، من خلال إدراك المرء سلسلة الصفات الجميلة والإيجابيّة التي يتمتع بها شريكه والتي تجعله مُتفرداً ومتميّزاً عن الآخرين، ولكنه شعور يجب أن يكون مُتبادلاً من كلا الطرفين حتى ينمو مع مرور الوقت وتنتج عنه علاقةً صحيحة قد تتحوّل أحياناً إلى حبٍ مُتبادل وحقيقي”.
وتابعت: “يجب التنويه لأمرٍ هام، ألا وهو أن الإعجاب شعور يجب أن يكون داخلياً لا ينتج عن التبعيّة والخضوع في وقتٍ ما تحت تأثير مُعين.
حيث إن فقدان إعجاب أحد الطرفين بالآخر قد ينتج عنه الانفصال وانتهاء العلاقة، الأمر الذي يختلف عن علاقة الحب العميقة والصادقة، والتي قد يكون فيها الإعجاب عُنصراً مُساعداً، لكنه ليس أساساً ومُقوّماً ضرورياً، حيث إنّ الحب الحقيقي يعتمد على مقوّمات أخرى أهم، منها: الاحترام المُتبادل، والتفاهم والتسامح، وغيرها”.
وتوجه طاهر بإسداء نصيحة لتعزيز مشاعر الاعجاب في حال وجد الشخص بالطرف الاخر شريكا مناسبا، اهمها احترام المرء لنفسه، وحبّ الذات الإيجابـيّ الـذي يدفعـه لتحسيـن شخصيّتـه.
وتقويم سلوكه والعناية بنفسه من الداخل والخارج. والتواصل مع الطرف الآخر والاستماع له، ومُشاركته الحوارات الهادفة كي يعزز الصورة الحسنة له. التركيز على كسر أي حاجز ملل في اثناء تواجدهما مع بعض من خلال ممارسة النشاطات التي يهتم بها الطرفان او الشخص المعجبـين بـه.