الغارديان وفايننشيال تايمز:
الصباح الجديد-متابعة
قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية: إن استقالة الحكومة اللبنانية، تمثل تطورًا مثيرًا في الأزمة، وفي الوقت نفسه، استجابة فورية لمطالب المتظاهرين الذين اجتاحوا شوارع لبنان، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت قبل أسبوع.
وأشارت الصحيفة، إلى أن استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، تمثل خطوة أولى في مطالب المحتجين اللبنانيين، الذين أعربوا عن غضبهم الشديد من الكارثة التي تعرضت لها بيروت مؤخرًا.
وأضافت: ”ولكن يبقى السؤال الأهم، هل يتغير الوضع بعد استقالة الحكومة، ومن هم الوزراء الذين سيحلّون محل الحكومة المستقيلة؟ خاصة في ظل الأزمات الكارثية التي يعاني منها لبنان، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي المتأزم، والإفلاس الرسمي للدولة، والتراجع الكبير لقيمة العملة، وارتفاع نسبة البطالة إلى 70%، وتآكل الطبقة المتوسطة، والكيفية التي سيتم من خلالها محاسبة المسؤولين عن تفجيرات بيروت الدامية“.
ورأت أن ”الكثير من اللبنانيين يتطلعون الآن، إلى ضرورة القيام بعملية تطهير كاملة للبرلمان، وهو ما سيتطلب إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وضخ دماء ووجوه جديدة في البرلمان، تستطيع أن تحلّ محل الحرس القديم، وإذا حدث ذلك، فإن هذا سيعزز الآمال في العملية السياسية. هذه بالفعل، لحظة الحساب، وتتطلب الشفافية، ومعرفة المسؤولين عن وجود ما يقرب من 3 آلاف طن من مادة نترات الأمونيوم في ميناء بيروت، في أحد أكثر المناطق السكنية في بيروت ازدحامًا، ولماذا ظلت تلك الشحنة في المرفأ، لأكثر من 6 سنوات، ما تسبب في الكارثة الأخيرة“.
مخاوف من سيناريو 2005
وفي سياق متصل، قال إدوارد عسيلي، في مقال بصحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن هناك 18 طائفة دينية رسمية معترف بها في لبنان، حيث يتم تقاسم السلطة بين المسلمين والمسيحيين على أسس طائفية. وبالتالي، فإن هناك العديد من خطوط الصدع التي تستغلها القوى الأجنبية.
وأضاف: ”الآن فإن الشعور الأقوى المهيمن على المشهد هو الغضب، وتظاهر اللبنانيين من كل الأطياف الدينية والسياسية في بيروت ضد قادتهم، ويسعون إلى تغيير شامل. وهناك أيضًا، تطابق في الأحداث، ففي شباط/ فبراير 2005 انفجرت سيارة مفخخة عملاقة زرعها حزب الله بأوامر من رعاته السوريين، (قتل فيها رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري) وأنهت سوريا وجودها العسكري، وظهر قادة تقدميون جدد، وكان هناك أمل بأن يتغير لبنان، ولكن للأسف، هذه الأصوات الشجاعة المناهضة لسوريا، تم اغتيالها الواحد تلو الآخر“. وأردف: ”الآن فإن هناك مخاوف من مواجهة المصير نفسه، ولا توجد بدائل واضحة للقيادة، ورغم استقالة الحكومة فإن سماسرة السلطة أنفسهم يديرون الأمور من خلف الكواليس، وسيكون من الصعب رؤية تغيير سياسي حقيقي“.