بعد العيد ..والبلاد بلا وزير للداخلية في وضع أمني متدهور ..
بعد العيد .. والبلاد بلا وزير للدفاع مع كوارث سبايكر والصقلاوية والقصف الاميركي والفرنسي لمواقع داعش ..
بعد العيد ..موعد اثارالشارع العراقي واستفز مشاعرهم والقى بالمزيد من ظلال الخيبة على “التغيير” الذي أملنا فيه !
ومن حقنا ان نسأل .. هل عجزت الكتل السياسية وقادتها الاشاوس عن ايجاد شخصيتين عراقيتين يتحليان بصفات الوطنية والحيادية واللاحزبية والمهنية والقبول الوطني !
هذا البلد الذي يتغنون جميعهم بتخمته بالكفاءات وتأريخه الطويل والعريض، يبدو في صراع الكراسي عاقرا ، فنتحول الى فرجة كوميدية سوداء امام العالم بعجز قادة الكتل السياسية عن ايجاد من يستحق ، من وجهات نظر مختلفة، شغل منصب وزير الداخلية او وزير للدفاع ..
مع ان العبادي اعلنها للجميع وامام البرلمان ، انه غير قادرعلى تحمل هذه المسؤولية اضافة للمسؤوليات التي عليه ..
مع كل الانهيارات الامنية والعسكرية وانشغال العالم بقضيتنا وشروعهم بالعمل العسكري ..
مع ذلك نعجز عن ارسال رسالة للعالم عن جدّيتنا في مساعدة جهدهم الدولي ، قبل العيد وليس بعده..
كيف سنثق من ان الكتل السياسية القائدة للبلاد قادرة على حل مشكلات البلاد المعقدة والمتشابكة، وهي عاجزة عن الاتفاق على شخصيّتي وزيري الدفاع والداخلية ، بتصاعد اعمال العنف وانفتاح المواجهة مع الارهاب في عرض البلاد وطولها..
بعد العيد استعارة بائسة للبيروقراطية الوظيفية والمهنية ، وتفضيل الحصول على كرسي وزاري على الافلات منه لصالح شخصبات وطنية ومحايدة ولاحزبية وكفوءة ومهنية !
بعد العيد رسالة بائسة لنا يرسلها قادة الكتل وهم خائضون في مستنقع النقاط والمحاصصة وترشيح المختلف عليهم، وبالتالي استهلاك الزمن في حرب محسوبة الثواني، والتي يسيل الدم العراقي فيها على ايقاع المفخخات والاغتيالات وحصارات الوحدات العسكرية وجرائم الابادة وكارثة النزوحات المليونية..!
بعد العيد ..تجسيد واقعي واستهلاكي للفشل الذريع لهذه القوى ، التي تتخمنا بشعاراتها وقدرتها على تجاوز الازمات ..
ولكن اي الازمات ؟
هذا سؤال آخر وجوابه عندهم .. بعد العيد.. ولكنهم ينبغي ان يجيبونا ، بعد اي عيد الاضحى او الفطر .. هذا هو السؤال الذي تحتاج اجابته الى جلسة برلمانية مغلقة ، حفاظا على الامن القومي للبلاد الغارقة بالاعياد ايضا !!
منذ نعومة اظافرنا تعلمنا ان “لاتؤجل عمل اليوم الى غد ” و ” الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك” .. ويبدو ان حاكمينا يتمتعون بذاكرة خاملة ، فاستبدلوا لنا تلك القيم الحياتية التي تحترم الزمن الانساني ، الى لاقيمة ” بعد العيد”..!
من الصعب تصور احساسهم “العميق” بالمسؤولية امام منظر الدم العراقي والعائلات المحتمية بالفضاء والمساعدات الدولية.. ومن الاصعب تصور “قدرتهم” على حل ازمات البلاد ، ومن المستحيل الثقة بسياسيين يؤجلون حلول مشكلة عمرها خمس سنوات الى ما بعد العيد ..
وهل موعد مابعد العيد موعد نهائي ؟
نشك في ذلك ، اقولها نيابة عن الجمهور الساخر من مشهد العجز البرلماني والسياسي.. ونشك بقوة وعمق من ان صراعهم على كرسيي الداخلية والدفاع سينتهي بعد العيد .
بعد العيد.. مطاطية زمنية ندفع ثمنها دما ودموعا ..فيما ستشهد عواصم العالم المختلفة رحلات استجمام عطلة العيد لمن بيدهم زمن هذه البلاد ومصيرها .. مبارك مقدما وكل عام وهم بخير !!
عامر القيسي
بعد العيد ..!
التعليقات مغلقة