فيما تتجاوز نسبة الفقر الـ 30%
بغداد ـ الصباح الجديد:
يجد العراقيون أنفسهم محاصرين بالغلاء وارتفاع كلفة المعيشة، ما دفع الكثيرين منهم إلى العمل المزدوج لتوفير دخل يكفي سد احتياجات أسرهم من الغذاء ودفع مصاريف دراسة أبنائهم وإيجارات السكن وغيرها من الاحتياجات.
وكشف مسؤول عراقي في وزارة التخطيط، عن عدد العراقيين الذين يعملون بأكثر من وظيفة في اليوم، مؤكدا أنهم يتجاوزون ستة ملايين شخص.
ووفقا للمسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن أغلب الذين يزاولون عملين في اليوم (صباحا ومساء)، هم من موظفي الدولة، كسائقي تاكسي أو محاسبين أو موظفي مبيعات في مكاتب وشركات أهلية، بهدف تدبر المعيشة، خاصة منهم الذين يسكنون في منازل مستأجرة أو لديهم نفقات علاج كبيرة.
وأضاف أن أغلب الموظفين العراقيين لا يحصلون على دخل كاف من وظائفهم ولا يوجد قانون واضح حاليا يمنع العمل المزدوج.
الخبير الاقتصادي مزاحم الحسني قال إن نحو ثلث العراقيين اليوم يمكن عدهم من الطبقة الفقيرة المتضررة وهؤلاء وجدوا من ينافسهم في فرص العمل من الطبقة المتوسطة التي تحاول هي الأخرى سد احتياجاتها.
وأضاف الحسني، أن «معدلات الدخل ضعيفة ولا تتناسب مع حاجة المواطن من مأكل ومشرب وملبس وعلاج وأجور سكن، خاصة بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص ذوي الدخل المحدود جداً، وكذلك المتعاقدين الذين لم يحصلوا على التعيين في دوائر الدولة».
وتابع: «تعدت نسبة الفقر في العراق حدود 30% في ظل ارتفاع واضح في أسعار المشتريات، وبالتالي لا يوجد تكافؤ بين الدخل والإنفاق الشهري، فيضطر الموطن للعمل المزدوج بهدف توفير احتياجات أسرته».
ولفت إلى أن العائلة العراقية المؤلفة من 6 أشخاص يجب أن يكون دخلها مليون دينار شهريا (نحو 850 دولارا)، في حال كانت تعيش في منزل مستأجر، وبحدود 600 ألف دينار (نحو 500 دولار)، إذا كان منزلها ملكية خاصة.
وقال الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، في تقرير حديث، إن نسبة البطالة بين الشباب في عام 2018 للفئة العمرية بين 15 إلى 29 سنة، بلغت 22.6%، بارتفاع عن المعدل الوطني بلغ 74%، مشيرا إلى أن البطالة لدى الذكور لهذه لفئة بلغت 18.1%، في حين بلغت البطالة لدى الإناث نسبة 56.3%.
وأضاف التقرير أن نسبة معدلات مشاركة الشباب في القوى العاملة بلغت 36.1%، مبينا أن الذكور الشباب شكلوا نسبة 61.6% في مقابل 8.8% للإناث الشابات.
وأعلن صندوق النقد الدولي في شهر أيار 2018، أن معدل بطالة الشباب في العراق يبلغ أكثر من 40%.
ولم يفلت الموظفون في دوائر الدولة من العمل المزدوج فبعضهم يعمل بعد دوامه الرسمي كسائق أجرة، وآخرون في محال تجارية أو مكتبات أو مهن حرة أخرى.
وذكر تقرير نشره موقع «نومبيو»، المعني بمستويات المعيشة في دول العالم، أن المستوى المعيشي في العراق أعلى من مصر وأقل من لبنان.
وقال التقرير، بحسبما نقلته «العربي الجديد»، إن «معدل أجور السكن في مصر أقل من العراق بنسبة 52.89%، لكن كلفة المعيشة في مصر أعلى من العراق بنسبة 29.09%، فيما يرتفع معدل كلفة المعيشة في لبنان عنه في العراق بنسبة 48.64%».
وكشف التقرير أن ما ينفقه المواطن العراقي على الخدمات الحياتية الأساسية يصل إلى 107 دولارات في الشهر.
لكن مراقبين قالوا إن ما تضمنه التقرير بشأن معدل إنفاق الموطن العراقي شهرياً غير دقيق، لأن معدلات الإنفاق أعلى بكثير.
ويواجه العراق الغني بالنفط أزمات اقتصادية ومالية خانقة، أدت إلى زيادة العجز بالموازنة. وشهدت العديد من المحافظات في فترات سابقة مظاهرات شعبية ساخطة احتجاجاً على تدهور الخدمات وغلاء المعيشة وتفاقم البطالة.