تُعدّ العلاقة بين آدم وحواء.. أول علاقة عاطفية اجتماعية إنسانية في تاريخ البشرية، كذلك هي أول حالة ارتباط أو زواج شرعي على سنة الله.. تمت من دون الاستعانة بقاضٍ شرعي أو شاهدين ومن دون دفع مقدم أو مؤخر الصداق، أيضاً أفتقر هذا الحدث التاريخي الى “كوشة الأعراس” والى “الزفة” التقليدية أو “ليلة الحنة” التي تسبق ليلة “الدخلة”.. والى حضور “معازيم” من أقارب العروسين، فضلاً عن عدم إرسال بطاقات دعوة للأصدقاء والجيران والخلان.. تتضمن العبارة الشهيرة “وبحضوركم يتم الفرح والسرور”!
ربما يعتبر بعض الباحثين والمؤرخين “المهر” أو “مقدم الصداق” الذي دفعه أبونا آدم هو أغلى “مهر” في تاريخ البشرية لأنه كلفه خروجه من الجنة – التي كان يسرح ويمرح فيها – على إثر رضوخه لرغبة أُمّنا حواء في تناول وقضم “التفاحة” المنحوسة من الشجرة المحرَّمة !
كُتب الكثير عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ودورة الحياة التي تبدأ بنظرة فابتسامة ثم موعد فلقاء.. ليعيشوا “في ثبات ونبات ويخلّفوا صبيان وبنات”!
لهذا أفردت الأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية والبرامج والكتب والمجلات والصحف والمواقع الإلكترونية مساحات كبيرة لتناول أوجه هذه العلاقة والتصدي الى الجوانب الاجتماعية والطبية والنفسية والتاريخية والحضارية والقانونية فيها فضلاً عن الحقوق والواجبات . ربما تحسد الكثير من النساء “حواء” لأنها لم تصطدم بـ “العمة” والمقصود هنا “أم الزوج” ولم تعرف الحرب الباردة والحارة بينهما ولم يكن هناك مَن ينغص أو ينكد عليها حياتها الزوجية أو يتدخل في شؤونها الداخلية.. وهي أمور تؤدي غالباً الى توتر العلاقات الثنائية والى نزاعات لا تنتهي على خير. البعض يذهب الى أن حواء لم تعرف طعم “الغيرة” لعدم وجود من ينافسها من بنات جنسها للاستحواذ على “قلب” حبيبها آدم.. ولم يكن آدم بدوره يفكر بالزواج من “أربع” نساء أسوة بأحفاده الذين لم يقصروا في تطبيق الشرع بحذافيره!
قد يكون عدم وجود جهاز “الموبايل” في ذلك الزمان من أهم الأسباب التي جعلت “حواء” تنام قريرة العين.. مطمئنة ، آمنة لأنها لم تكن تستيقظ فزعة بعد منتصف الليل على همسات زوجها وهو يجري اتصالاً هاتفياً مريباً !!
يحكى أن رجلاً كان يجلس في بيته يتصفح كتاباً، وفجأة حضرت زوجته وصاحت بوجهه: ياخائن.. ياغشاش!!!
أجابها الزوج مندهشاً : “ليش هذا الكلام وهذا التجاوز ؟”
صاحت الزوجة: “شنو هاي الورقة اللي عثرت عليها بجيب سترتك ومكتوب عليها “سوسو”؟؟
الزوج متردداً: “يا بنت الحلال ، هذا أسم الحصان اللي أشجعه بسباقات الخيل!”
اقتنعت الزوجه بإجابته وذهبت الى حال سبيلها… لكن بعد أسبوع، وبينما كان الزوج
يتفرج على التلفزيون، جاءت زوجته وعلى حين غرة، رمته بقوة بجهازالمحمول “الموبايل” فأصابت عينه اليمنى!!
انتفض الزوج من مكانه غاضباً وهويتسأل: “خير يا بنت الحلال شنو السالفة؟؟”
الزوجة: “حصانك ..سوسو .. يطلبك على التلفون”!
قيل.. إذا دخل الزواج من الباب خرج الحب من الشباك، لأن المتعارف عليه أن العلاقة بين الاثنين تبدأ بالهمس والحب والغزل والهيام و”الرومانسية” .. لكن سرعان ما يتبخرذلك شيئاً فشيئاً .. نتيجة لظروف الحياة ومتطلباتها وقسوتها ومشاكلها التي قد تؤدي الى الصراخ والاشتباك والقتال بالسلاح الأبيض ..لتنتهي بأبغض الحلال.. وهو الطلاق !
قالوا.. وراء كل رجل عظيم امرأة.. وأقول: وراء كل رجل تعيس امرأة “نكدية”.
كانت زوجة سقراط “اكزانتيب” سليطة اللسان جعلت زوجها يهرب من البيت قبل الفجر.. ولا يعود إلا بعد مغيب الشمس، قال سقراط: أنا مدين لهذه المرأة التي لولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت وأن السعادة في النوم.. الرجل مخلوق مسكين يقف محتاراً بين أن يتزوج أو يبقى عازباً وفي الحالين هو نادم!
ذاق سقراط الأمرّين في حياته الزوجية ومع ذلك فقد نصح تلامذته بالزواج.. فإذا رُزق زوجة حكيمة مخلصة أصبح سعيداً وإذا منحته الأقدار زوجة شريرة مشاكسة أضحى فيلسوفاً!
• ضوء
إذا تجاهلت الحكومات “مطالب” الشعوب.. فستنتهي العلاقة بينهما الى الطلاق!
عاصم جهاد