ماتحقق من نجاحات وانتصارات في الحرب على الارهاب يستلزم صيانة وتعزيز هذه النجاحات واذا كان الطريق الى الانتصار الكبير تم بجهود وتضحيات مضنية تشاركت فيها قوى وطنية مخلصة آمنت بدعوة الجهاد والخلاص من عصابات الجريمة والشر والذود عن حياض الوطن فان الحفاظ على ماوصل اليه العراق وتأمين المناطق المحررة او التي جرى الانتشار فيها أمنياً وبسط سيادة الدولة فيها يحتاج الى جهود مضاعفة وعزم وتحد اكبر ويخطيء من يظن ان الوسادة فرشت الى العراق وان الطريق اصبح سالكاً وآمناً كي يمضي اهل القرار في استراتيجتهم نحو اعادة الامن والاستقرار والعافية لهذه البلاد فثمة مشاريع تنافسية تراقب الاوضاع هنا وترصد مسارات المعركة مع الارهاب ويقف خلف هذه المشاريع اطراف دولية نافذة في منظومات الحكم المجاورة للعراق تحاول الاستعجال في انضاج مشاريع مشبوهة تكتب لها سيناريوهات خارجية تستهدف من خلالها التعويض عن الفشل والخيبة في السيناريو الداخلي الذي استنزف موارد وتطلب تحالفات وتمويلا لجهات واحزاب وشخصيات نافذة اوكل اليها تنفيذ ادوار مشبوهة رافقت جميع فصول المعركة مع الارهاب وتوجت هذا الدور في تسهيل احتلال داعش لمناطق واسعة في العراق ومن ثم الهرب والتخفي والتحدث الى وسائل الاعلام من داخل الغرف في الفنادق …اليوم ومع انقضاء الصفحات السود لمثل هؤلاء يجري تحريك سيناريوهات خارجية يراد لها ان تنتهي في آخر المطاف نحو زعزعة استقرار العراق وجره لخوض نزاعات مسلحة ودفعه للانضمام في تحالفات الاضداد والحصيف والمتيقظ يدرك جيدا مسارات ومحاولات توريط النظام السياسي للبلاد في مستنقع الفوضى وتحريك ادوات هذا المستنقع وتوظيفها طائفيا ولربما كانت ازمة الاستفتاء في كردستان ومااعقبها من احداث بوابة مفضلة للعودة مجدداً الى الداخل العراقي ومحاولة التشويش على النجاح العراقي الكبير في تأمين البلاد من شر الارهاب وتدمير المكتسبات التي تحققت وستتحقق على المدى القريب ومامطلوب اليوم هو المزيد من اليقظة والحنكة في التعامل مع مايجري في جوار العراق لما يشكله من خطورة سياسية وامنية واقتصادية تتعلق بارتباط مفاصل عديدة من مصالح الدول المجاورة بالداخل العراقي وغير بعيد النظر بانتباه واهتمام للاحداث المتسارعة في السعودية ولبنان وايران حيث يتوجب على قادتنا ان يضعوا عينا على الداخل وعينا على الخارج وتفويت الفرصة على من يريدون خلط الاوراق الداخلية والخارجية واشعال النار فيها والدفع بمزيد من التعقيد والتشابك في الملف العراقي …!!
د.علي شمخي
عين على الخارج !
التعليقات مغلقة