التكوين الاثني في العراق يمتد مداه خارج الحدود السيادية والجغرافية لهذا الوطن وتتسع تأثيراته لتشمل دول الجوار وعلى الدوام تحدثنا صفحات التاريخ عن ازمات وحروب وصراعات تشابكت فيها مصالح الداخل مع المصالح الخارجية وبينت تأثير دولتي الجوار العتيدتين ايران وتركيا في الشأن العراقي على امتداد عقود من الزمن وصاحبت الاحداث ومايجري في العراق مواقف الدولتين من هذه الاحداث ولان بغداد محور الصراع في المحيط الاقليمي تجاذبت نحوها مواقف الدول الكبرى وحرصت هذه الدول على عدم اغفال الدور السياسي العراقي في كل مايجري في هذه المساحة من العالم فالصراع العربي – الاسرائيلي والعلاقة مع دول الخليج العربي وصراع المصالح والأطماع التركية والايرانية وارتباطه بوشائج الاديان والقوميات والمذاهب كل ذلك يدور في الفلك العراقي وقد حتمت هذه المعطيات على الحكومات العراقية اتباع سياسة متوازنة تأخذ بنظر الاعتبار هذا الفيض من التنوع والتشابك وحينما تهتز هذه السياسة ويخطئ صناع القرار منحها صفة الاعتدال والتوازن تتصاعد الاخطار ويدفع الشعب العراقي الثمن باهظاً وينشغل بأتون الصراعات والحروب وتغادر البلاد ميادين الامن والاستقرار والازدهار ومهما قيل عن ملف ازمة كردستان بوصفة ملف تأزيم جديد على الساحة العراقية فان العقل والمنطق يقول ان مايجري اليوم هو ازمة داخلية طرفاها السلطة السيادية في العراق وسلطات اقليم كردستان ومن الانصاف حصرمقترحات الحلول لهذه الازمة في المحيط السيادي للعراق وبما لايتجاوز الدستور الا ان واقع الحال يشير الى ماهو خلاف ذلك فالتصريحات التي تنطلق من قبل شخصيات سياسية خارجية ومؤثرة تنحى منحى التضليل والتصعيد وهناك من يحاول تشويه حقيقة وطبيعة الازمة في هذا الملف وحرفه نحو اتجاهات اخرى تريد صب الزيت على نار هذه الازمة والا بماذا نفسر مانطق به السفير الأميركي السابق زلماي خليل زادة من زيف سياسي حينما اختصر الاحداث التي تتعلق بملف الاستفتاء في كردستان وتداعياته بالقول ( ان على الولايات المتحدة الأميركية أن تمنع الحشد الشعبي من مهاجمة كركوك بدفع من القائد الايراني قاسم سليماني ) واقل مايقال عن مثل هذه التصريحات بانها سموم تريد خلط الاوراق واشعال الفتنة في داخل العراقي واشراك دول الجوار العراقي خاصة تركيا بخطوات تصعيدية .. وهي في النهاية رؤية مبتورة تلخص الاحداث وتصيغها بدوافع مشبوهة وتنطلق من نفوس مريضة .
د.علي شمخي
تضليل وتصعيد خارجي!
التعليقات مغلقة