الاتحاد الوطني يدعو الى الحوار ويرسل وفداً رفيع المستوى الى بغداد

مبادرات اللحظات الأخيرة هل تفلح في نزع فتيل التوتر الدائر حول كركوك؟
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بهدف التباحث في السبل الكفيلة بنزع فتيل الازمة والبحث عن حلول لمعالجة الخلافات والتصعيد العسكري الخطير الذي تشهده محافظة كركوك، يزور وفد رفيع المستوى من الاتحاد الوطني الكردستاني بغداد خلال الايام القليلة المقبلة، في غضون ذلك يعقد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لسلسلة اجتماعات مكثفة مع قيادة الاتحاد الوطني في السليمانية، لتحديد موقف الاخير النهائي من المطالب التي قدمتها الحكومة الاتحادية حول كركوك.
وفي حين شدد وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس،على ان بلاده تبذل جهوداً حثيثة لمنع نشوب صراع بين القوات العراقية والبيشمركة بمحافظة كركوك، مطالباً اربيل وبغداد الى تسوية الخلافات سياسياً ليس عسكرياً، قال مصدر مسؤول في المكتب السياسي للاتحاد الوطني رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان المكتب السياسي والمجلس القيادي عقدا العديد من الاجتماعات لبحث مطالب ومقترح الحكومة الاتحادية الذي نقله وفد ايراني رفيع المستوى، لنزع فتيل الحرب بين البيشمركة والجيش والحشد الشعبي.
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قد وصل السليمانية مساء اول امس الجمعة في زيارة مفاجئة حاملاً عددا من المطالب التي ذكرت وسائل اعلام انها مقدمة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي للاتحاد الوطني الكردستاني.
واضاف المصدر إن معصوم وصل إلى المحافظة، للاجتماع مع قادة الاتحاد الوطني الكردستاني، ونقل ستة مطالب من قبل العبادي إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، والتي تتلخص كما يلي:
1 – تسليم قاعدة كركوك الجوية.
2 – تسليم قاعدة كيوان العسكرية.
3 – تسليم جميع الحقول النفطية.
4 – تسليم جميع مسلحي داعش الذين سلموا انفسهم الاسرى لدى قوات البيشمركة.
5 – عودة الجيش العراقي الى المناطق التي كان متمركزا فيها قبل دخول داعش.
6 – ابعاد محافظ كركوك عن منصبه.
وتابع المصدر ان المكتب السياسي للاتحاد الوطني ناقش ارسال وفد رفيع المستوى الى بغداد للاجتماع مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية ورئيس الوزراء لمعالجة المشكلات التي برزت في كركوك، بين البيشمركة والجيش والحشد الشعبي.
رئيس برلمان كردستان يوسف محمد عدّ الصراع الدائر والتوترات حول مدينة كركوك تتركز حول النفط والغاز اللذين حرم سكان كركوك واقليم كردستان من عائداتهما.
وقال محمد في بيان ان سبب هذه الصراعات والتوترات يتمحور حول النفط والغاز في كركوك، الذي لاتعود وارداته على مواطني كركوك او اقليم كردستان.
واضاف، ان الصراع حول نفط كركوك ليس صراعا داخليا فقط، بل ان القوى الاقليمية والدولية ستتدخل وسيكون لها دورها، مؤكدا انه «على جميع اطراف الصراع في كركوك اخذ العبرة من التأريخ، وان يعلموا جيدا بأن الصراع لا يمكن حله بالطرق العسكرية».
الى ذلك قال موقع شار بريس، ان الضغوطات تتواصل من المسؤولين الايرانيين على مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني من أجل الاعلان رسمياً عن موقف واضح حيال مسألة الاستفتاء، وعلاقاتهم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وعلى وفق معلومات أوردها الموقع الكردي فأنه قد تم تكثيف الضغوطات الايرانية تجاه انسحاب الاتحاد الوطني الكردستاني من مسألة الاستفتاء، وتحديد موقفه من السياسات التي يتخذها الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأن الايرانيين يطالبون بموقف رسمي وليس موقفا من قبل بعض مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني.
وعلى وفق معلومات متوفرة فأن العبادي قد طلب في رسالته من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بالاعلان عن موقفهم الواضح والصريح حيال مسألة الاستفتاء، ووضع المناطق المتنازع عليها، وذلك خلال 48 ساعة.
وكان نجل الرئيس الراحل جلال طالباني قد اعلن في كلمة، ان محافظة كركوك تحتاج الى ادارة مشتركة على وفق نتائج آخر عملية انتخابات، فيما دعا أعضاء كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي إلى العودة إلى البرلمان الاتحادي.
وقال بافيل طالباني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني الدستور العراقي كتب برعاية الرئيس جلال طالباني، ومن خلال هذا الطريق نستطيع ضمان حقوق شعبنا وبالتعاون مع المجتمع الدولي».
ودعا الطالباني أعضاء كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي إلى «العودة إلى مجلس النواب».
واضاف طالباني أن كركوك تحتاج إلى إدارة مشتركة على وفق نتائج آخر عملية الانتخابات، داعيا الى تشكيل مجلس جديد لكركوك، مبيناً أن المناطق المتنازع عليها تحتاج إلى إدارة مشتركة من أجل عدم اندلاع شرارة الحرب فيها، مشددا على ان «حكومة إقليم كردستان وبغداد عليهما حل المشكلات بخصوص النفط والغاز والموارد بنحو شفاف يخدم الشعب الكردستاني والعراقي.
وكان رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزانی وجه نداء الى الاطراف العراقية والمجتمع الدولي بغية الحيلولة دون وقوع الحرب.
واضاف بارزاني في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه ان الحكومة العراقية قامت خلال الايام الاخيرة وبهدف شن الهجوم على قوات البيشمركة، بتحشيد قوات اكثر من الحشد الشعبي والجيش العراقي بنحو مستمر في اطراف مدينة الموصل وصولا الى اطراف كركوك وخانقين.
مطالباً السيد السيستاني وجميع الاطراف العراقية وجميع منظمات المجتمع المدني وداعمي السلم، الامم المتحدة، الولايات المتحدة الاميركية، الاتحاد الاوروبي، الدول الاعضاء في التحالف الدولي ضد داعش، للعب دورهم بصورة عاجلة والتدخل من اجل ابعاد المنطقة عن حرب جديدة..
معلناً استعداد حكومة اقليم كردستان لحوار بناء «ونضع مسؤولية أية حرب ومآلاتها السلبية على عاتق الطرف المقابل والقائد العام للقوات المسلحة العراقية السيد حيدر العبادي».
بدورها قدمت وزارة الثروات الطبيعية في إلاقليم مقترحاً جديداً لحل مشكلة تصدير النفط بين أربيل وبغداد يتألف من خمس نقاط .
وفقا لبيان للوزارة اطلعت عليه الصباح الجديد فان الوزارة اشترطت أن تدفع الحكومة العراقية رواتب الموظفين والعاملين في إقليم كردستان، من قوات البيشمركة، والشرطة، والآسايش، والمتقاعدين والبالغة شهريا (915 مليار دينار عراقي) مقابل تسليم نفط الاقليم الى الحكومة الاتحادية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة