حركة محمومة تشهدها عواصم المنطقة بانتظار مجيء
الزائر الكبير، حتى الدول غير المدرجة على برنامج أول رحلة خارجية لدونالد ترامب، تبدو في «عجلة» من أمرها … الرهانات كبيرة، وتذهب في كل اتجاه … البعض يعتقد أن «الدولة الفلسطينية، باتت على مرمى حجر، بل أن القدس الشرقية ستكون عاصمتها، هؤلاء لم يقرؤوا حرفاً واحداً مما قاله الرجل ومساعدوه ومقربوه … أحلامهم أو تفكيرهم الرغائيي، يدفعهم لتقويل الرجل ما لم يقله.
بعضهم الآخر، بدأ بصياغة كتب النعي لإيران وحلفائها في المنطقة، ويتحضر على أحر من الجمر، للمشاركة في حفلة «قطع رأس النظام السوري» … أخشى أن يخيب ظنهم، مثلما خاب ظن أسلافهم الذين راهنوا على جورج بوش الأب والابن … بعضهم لم يستفق حتى الآن من هول صدمة اختيار دولة عربية – إسلامية لتكون أول محطة خارجية لرئيس أميركي … نسي هؤلاء أو تناسوا أن فاتورة هذا الاختيار تجاوزت الـ «340 مليار دولار، ستضخ في عروق البنى التحتية الأمريكية المتهالكة وصناعة السلاح والحرب خلال أقل من عقد واحد… هل ثمة بلد واحد في العالم يمكن أن يدفع نصف هذا الرقم ليحظى بشرف الرقصة الأولى؟!… ثلث هذا المبلغ هي كلفة مشروع إعادة إحياء طريق الحرير الجديدة، التي ستربط قارات العالم القديمة الثلاث بالصين صاحبة المشروع ورائدته، عبر شبكة عملاقة من الطرق والسكك والموانئ وغيرها، أي عرب نحن؟
لا يتعظ العرب من تاريخهم قط، لا القديم ولا الجديد، برغم أن واشنطن باعتهم الأوهام بأفدح الأثمان أكثر من مرة، هم أصحاب الأمثال والمواعظ المحذرة من اللدغ من الحجر الواحد مرتين، لكنهم يصرون على وضع أصابعهم المرتعشة في الجحر ذاته، مرات ومرات … جيّشَتهم الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية، لقاء وعد بعملية سلام ذات مغزى، أخذت الولايات المتحدة ما تريد، وتبعثر السلام وتطايرت أوراق وضل طريقه
غريب الزنتاوب- عمان.