صيام الأطفال في رمضان .. بين الفضول والتحمل والتشبّه بالأهل وصيام العصافير

سمير خليل
من الفروض والطقوس المألوفة خلال شهر رمضان المبارك الصيام، وهو ما يؤطر أيام هذا الشهر الفضيل، وغالبا ما نرى أن الصيام يكون عامّا أي بمعنى أن يصوم المسلمون بكافة دولهم وطوائفهم.
وبالتأكيد فإننا نرى رمضان وصيامه بين العوائل، العوائل التي قد يصوم كافة أفرادها أو بعض منهم، لكنهم غالبا ما يجتمعون جميعا عند مائدة الافطار، ومن بين أفراد العائلة نجد أطفالها يجلسون مع ذويهم عند هذه المائدة، فهل يصوم الأطفال؟
نعم، هناك أطفال يحرصون على الصيام تماثلا مع عوائلهم ومنهم من يستمر ومنهم من يفطر في وسط الطريق، أما القسم الآخر فيتفاوت عنده الصيام بين يوم وآخر، أما القسم الرابع فهو الذي يصوم” صيام العصافير” أي يفطر عند الظهر.
وحالة الطفل الصائم تتطلب وقفة منا، فهل هو جاد في صيامه؟ وهل يستطيع المطاولة والصبر أم أنه يتماشى مع عائلته كنوع من المشاركة أو الفضول للشعور كيف يكون الصيام.
تيم علي ” 10″ سنوات يقول: أنا أحب رمضان وأحب أيامه، أنا أصوم مثل عائلتي، لأنني على دراية بالصوم كفريضة من فرائض الاسلام مثلما يعلمنا معلمونا ومعلماتنا، فأنا أصوم تماشيا مع العائلة وأفرح عندما أرى أهلي يتحوطون حول مائدة الافطار، أنا أصوم أو أتظاهر بالصوم كي لا أكلف أمي مشقة طبخ الطعام لي وحدي، أحيانا أفطر قبل موعد الافطار وأحيانا أنسى أني صائم فأتناول الطعام أو الشراب”.
أما الطفلة تالا إحسان ” 9 سنوات” فتقول:
أنا أصوم صيام العصافير، حيث أفطر عند الساعة 12 أو الواحدة ظهرا، أحب الصوم وأتمنى أن أصبر لغاية وقت الفطور، الذي يفرحني وأنا ارى عائلتي تتحوط حول مائدة الافطار، لكنني بالتأكيد سأصوم الشهر كله عندما أكبر”.
ولابد من طرق لمساعدة الأطفال على الصيام، منها إدخال وجبات في السحور تساعد الطفل على استكمال يومه خلال الصيام حيث تعطيه الطاقة المناسبة،
فمع دخول أول أيام شهر رمضان الفضيل، يبدأ الآباء تحفيز أطفالهم على بداية الصيام ولكن بطرق تدريجية، ويتساءل الكثير من الآباء هل يستطيع الطفل الصيام مثل الكبار؟
الدكتور حاتم محمد عبد الحق أخصائي الباطنية وطوارئ الأطفال يقول: إن “الأطفال تحت سن سبع سنوات أجسامهم لم تستعد للصيام، لكن من الممكن للآباء أن يساعدوهم بالبدء في الصيام تدريجيا لساعات قليلة مثلا من العصر للمغرب، أو من الظهر للمغرب، ومن سن السابعة ولغاية 10 سنوات يمكن الصيام ساعات أطول وليوم كامل، بحسب قدرة الطفل على ذلك”.
وأضاف بأنه “لابد من طرق لمساعدة الأطفال على الصيام، منها إدخال وجبات في السحور تساعد الطفل على استكمال يومه خلال الصيام حيث تعطيه الطاقة المناسبة، مثل تناول البروتين، الخضار، الفواكه، والزبادي والتمر، ولابد من شرب المياه بشكل كبير من بداية الإفطار حتى السحور على فترات متقطعة”.
كما أوضح أنه في أول أيام الصيام للطفل ولو لفترة بسيطة لابد للآباء من متابعته، ففي حالة ظهور علامات تعب وإرهاق أو جفاف، أو شعوره بالصداع والدوخة، لابد من إفطاره فورا، كما أكد على أنه يستثنى من ذلك الأطفال الذين لديهم تاريخ مرضي، حيث لابد من متابعة الطبيب الخاص بهم للتأكد من إمكانية صيامهم.
بعض المؤسسات الصحية تقدم نصائح لتشجيع الأطفال على صيام شهر رمضان مع ضرورة اتباع بعض التعليمات حتى يستطيع الطفل صيام رمضان دون تعب أو أضرار بصحته، وتضمنت أهم النصائح، التحدث مع الطفل في سن السابعة عن كيفية الصيام وفوائده لصحة الجسم، وكذلك استقبال رمضان بالزينة والاحتفالات، كما يجب التأكيد على مشاركة الطفل في العبادات الجماعية والبدء بشكل تدريجي، مع إعداد الأطعمة المفضلة للطفل على وجبتي الإفطار والسحور.
بالإضافة لأهمية الدعم العاطفي ومنح طفل مكافأة عند نجاحه في الصيام لساعات طويلة، لتشجيعه على الاستمرار، مع ضرورة تناول الأطفال لمنتجات الألبان خلال وجبة السحور مثل الجبنة والزبادي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة