حارث أحمد
من قلب الدمار وأزيز الرصاص والظلام المُخيف ، هناك في تلك الأرض الطاهرة برز أسم الطبيب محمد طاهر الذي حملته الإنسانية من لندن إلى أكثر بقاع الأرض حربًا ضمن وفد طبي تابع لمؤسسة فجر حيث أظهر طاهر تفانيه وحرصه الكبير في تقديم الرعاية الصحية بالرغم من تلقيه تحذيرات متعددة عن خطورة الموقف، الاّ أن ملك الإنسانية قرر البقاء على مسؤوليته الشخصية،، الطبيب الملاك الذي عُد رمزاً للإنسانية والصمود ولد من رحم المعاناة التي يعيشها أهلنا في غزة الجريحة بردائه الابيض وهو يتقدم وسط الركام مواجها الماكنة الحربية الأشرس على وجهه الأرض ناذراً حياته وعلمه فداءً لشعب لم يعرف طعم الحياة منذ قرن كامل من الزمن لتبدأ قصة رجل عشق الشهادة سبيلاّ للسلام طاهر الذي تجسدت شجاعته في تقديم الرعاية الصحية للأطفال والجرحى ليتصدى لأول عملية نادرة من نوعها في العالم ، بعد أن أستطاع من أعادة زرع ذراع طفلة كانت قد بُترت نتيجة القصف العشوائي الاسرائيلي لتتوالى بعدها العمليات الجراحية المعقدة حتى شكل وجود الطبيب المعجزة نقطة أمل وضوء في نهاية نفق الدم الشريف .دروس وعبر وأنا أكتب عن قصة الطبيب المعجزة تذكرت الواقع القاسي الذي نعيشه اليوم وانتشار ظاهرة الطمع والجشع الذي يمارسه بعض الأطباء. هذا البعض الذي هو والزمن الأغبر على المواطن العراقي المتعب الذي يعاني صعوبة الحياة وبما أننا نمر بظروف اقتصادية قاسية واستثنائية لابد أن تكون قصة (الطاهر) درسا وعبرة لمن تناسوا عمدًا القسم الذي تعهدوا به أمام الله والشعب يوم تخرجوا من الجامعات، ولذا فإن على البعض من أطباء الوطن أن يستعيدوا روح الإنسانية لخدمة الناس وأن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الطبقة الفقيرة والمسحوقة وان يتركوا الجشع ويعودوا إلى جادة الصواب مستوحين من قصة ابو رغيف الذي سيعيش في ذاكرة الشعب الفلسطيني للأبد مثالاً يحتذى به. رسالة في سطور أخيرة ندعوَ البعض من أطباء الداخل وغيرهم من الملحقات الطبية الساندة أن يعملوا على خدمة أبناء العراق وأن لا يرفعوا أسعار خدماتهم، فسيذكر التاريخ من قدم أيام المحنة في غزة نفسه وخدماته مجاناً ومن تلاعب بالأسعار والأجور في أزقة المدن الطيبة التجارية.
من لندن الى غزة رحلة طبيب الإنسانية
التعليقات مغلقة