ذكريات رمضانية ولقاء مع كبار السن

وداد إبراهيم
ليس من الصعب الحديث مع كبار السن، فهم غالبًا ما يتشوقون لاستعادة الذكريات واسترجاع مشاهد من أيام تبدلت، خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك.
تقول أم خليل، وهي سيدة في الثمانين من العمر:
“أجمل الأيام هي أيام رمضان، فقد لا أتذكر الكثير من تفاصيل حياتي، لكن هذا الشهر الفضيل يبقى حاضرًا في ذاكرتي. كنا ننتظر إعلان رؤية هلال رمضان بفرحة غامرة، وما إن يُعلن أن الغد هو أول أيام الصيام، حتى نبادر بالاغتسال والاستعداد لصلاة التراويح. لم يكن النوم بعد الصلاة ضمن خططنا، بل كنا ننشغل بتحضير وجبة السحور”.
وتتابع أم خليل حديثها عن طقوس السحور قائلة:
“كثيرًا ما كنت أنادي على جارتي “أم سلمان الخبازة”، فكانت تحضر إلينا حاملة خبز اللحم لتشاركنا السحور. غالبًا ما كانت وجبتنا تتكون من التمن والمرق، أو التمن مع الشعرية المحمصة واللوز والكشمش، إذ يُقال إن التمن يساعد الصائم على تحمل العطش. كما كنا نصنع الخبز مع الحليب ودهن الحر، نضيف إليه قليلًا من السكر، ونضعه على موقد نفطي يسمى (اللمبة) حتى يتجانس، ثم نتناوله كبديل للحلويات”.
أما عن الإفطار، فتقول أم خليل:
“كنا نبدأ بتحضير الإفطار بعد صلاة العصر ليكون الطعام طازجًا ولا يحتاج إلى تسخين. كانت موائدنا بسيطة، تتكون غالبًا من الشوربة والتمن والمرق، إضافة إلى بعض الأطباق مثل المخلمة (اللحم مع البيض) أو التشريب، و”عروق الطاوة” الذي يُعد من أفضل الأكلات لأنه خفيف على المعدة. كما لم تكن تخلو الموائد من عصائر مثل النومي بصرة، التمر الهندي، والطرشانة، حيث كنا نحضرها مسبقًا عبر نقعها بالماء ثم تصفيتها قبل التقديم”.
هكذا كانت أيام رمضان، حافلة بالبساطة والدفء، حيث تجمعات العائلة، وجوارات السحور، وفرحة الإفطار، ذكريات تبقى محفورة في الوجدان مهما تبدلت الأيام

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة