استنفار العوائل واستقرار الاسعار.. البغداديون يستقبلون رمضان بقلوب مؤمنة ونفوس راضية

بغداد – سمير خليل:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز” بسم الله الرحمن الرحيم:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ، صدق الله العلي العظيم.
يحل علينا ضيفا عزيزا مباركا شهر رمضان الكريم، الشهر الفضيل الذي أعزّه الله لعباده المؤمنين من خلال صوم أيامه الثلاثين حيث تتصافى القلوب والنفوس وتقام الصلوات وتلاوة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وخلال هذا الشهر الفضيل يتوارث المسلمون الطقوس والعادات الخاصة بهذا الشهر ومنها الصيام ومايتعلق بهذه الفريضة من فروض، ولعل أهم مايشغل العوائل هذا الشهر هي مائدة الافطار ومايقدم عليها طوال الايام الثلاثين من هذا الشهر المبارك.
ومن المناظر المألوفة قبيل حلول شهر رمضان تهافت الناس على الاسواق للتبضع بالحاجيات الغذائية الضرورية التي تؤطر المائدة الرمضانية، حيث شهدت أسواق بغداد زخما عائليا تتقدمه ربات البيوت اللواتي تسابقن لملئ سلالهن بمواد رمضان الغذائية.
ومن الظواهر المفرحة خلال استقبال رمضان هذا العام هي استقراراسعارالمواد الغذائية الاساسية حيث يؤكد أصحاب الأسواق الكبيرة وأسواق المواد الغذائية الاصغر حجما أن هذه المواد لم تشهد ارتفاعا يثقل كاهل العوائل، بل على العكس من ذلك ذكر أصحاب هذه الاسواق أن بعض هذه المواد انخفضت أسعارها قياسا بأسعارها قبل شهر رمضان مع استقرار أسعار اللحوم المجمدة وبيض المائدة، في حين ذكر صاحب أحد مجازر الدجاج الحي أن سعر هذا الدجاج ارتفع قليلا حاله حال السمك الحي، ولكن في العموم كانت الاسعار مريحة جدا وهذا ماانعكس على العوائل المتبضعة التي كانت تتبضع براحة ملحوظة.
ولان الاعداد والاستعداد لمائدة رمضان العامرة يعود لربات البيوت حيث تنظم الام أو ربّة البيت عملية اعداد سفرة رمضان بدقة واهتمام ليتسنى للعائلة الصائمة تناول طعامها بروية وراحة، فتذكر السيدة ام حسن انها تبضعت المواد الاساسية وعلى رأسها الرز والزيت والتمور ومنتجات الالبان والشعرية والمكرونة والحلويات، في حين ذكرت ان البقوليات من فاصوليا وعدس وحمص وماش ومعجون الطماطةأيضا ستوزع ضمن الحصة التموينية، كما أشادت بهذه البقوليات التي توزع ضمن السلة الغذائية وذكرت انها من نوعية جيدة لذلك لم تتسوق هذه المواد خلال رمضان الحالي.
جارتها أم محمود ذكرت أنها أعدت كمية من المعجنات والحلويات المصنعة في المنزل بالإضافة للمواد الغذائية الاساسية والتي هي متوفرة في البيوت أصلا لكن العوائل تريد لهذه المواد أن تكفي شهرا كاملا لذلك تضيف هذه العوائل على ما لديها من مواد.
الفواكه والخضرهي الأخرى متوفرة بشكل كبير وهي تحافظ على أسعارها دون زيادة في هذه الاسعارمع تأمين كافة مفردات هذه المواد وبكثرة في محلات البيع.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن إطلاق حملة واسعة النطاق في بغداد والمحافظات لمراقبة أسعار المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان المبارك.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات رئاسة الوزراء، التي أصدرت مجموعة من القرارات والمبادرات بهدف تخفيف تأثير الغلاء في هذا الشهر الفضيل.
ومن بين القرارات التي أصدرت تعزيزالإجراءات التي اتخذتها وزارتا التجارة والزراعة لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم، وتقليل تأثيرها على المواطنين.
كما تشمل القرارات تعزيز البطاقة التموينية والسلة الغذائية بمفردات إضافية، إضافة إلى إيقاف الاستقطاعات من سلف الموظفين والمتقاعدين خلال رمضان.
وفي هذا السياق، أكد العميد حسين التميمي، مدير العمليات في مديرية الجريمة المنظمة التابعة للوزارة، في حديث صحفي، على أن الحملة تستهدف رصد ومعاقبة المتاجر والأفراد الذين يقومون برفع أسعار السلع الغذائية بشكل غير مشروع، وأضاف التميمي، أن الإجراءات القانونية ستتخذ بحق المخالفين وفقا للمادة 240 من قانون العقوبات، مع تشكيل فرق جوالة قرب الأسواق الرئيسة لمتابعة الأوضاع والتأكد من التزام التجار بالأسعار المحددة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة