شوارع…

فاطمة العزاوي

ماذا سيحدثُ
لو سمِعَتْ الشوارعُ كلَّ ما يُقال؟
أو الأشجارُ
أو مصاطبُ الطُرُقِ العابرةِ

ربَّما ستعرفُ بعناوينِ الأغنياتِ التي
تنكأُ الجراحاتِ الدبقةَ
… على صدورِ المارينَ بعرباتٍ مُتعبةٍ

وقد تُثرثرُ فيما بينَها
على قصصِ الحبِّ البريئةِ

أوقد تتساءلَ فيما بَيْنَها
عمَّنْ أطالوا الانتظارَ دون مللٍ
!!! عند أماكنِ وصولِ الحافلاتِ الحمراء

عن افتراقِ الأيادي بكل أسىً
أو خطواتِ من مشَّطوا كلَّ تلكَ المساراتِ
بدموعٍ غزيرةٍ
تحتَ مطرٍ عنيدٍ
تُرى هل ستَشِي بقبلةٍ ظامئةٍ
خُطِفَتْ قبلَ سفرٍ طويل؟
أم نزيفٍ منهِكٍ لعابرِ سبيلٍ
ماذا لو تقيأتُ من سُبابِ الذين علَّقوا
بأوهام الوعود الكاذبة
تلكَ الشوارعُ ماذا ستفعلُ
عندما يبصقُ عليها ثَمِلٌ مُتَمَلْمِلٌ
من قميص لم يستبدلْه منذُ أعوامٍ!
أم طفولةٌ مُبعَدَةٌ
افترشتْ جوعَها والتحفتْ به
عَلَّها تنعُمُ بليلةٍ آمنةٍ
تُرى هل ستشهدُ تلكَ الشوارعُ
على براءةِ لصٍ لبكورةٍ مغفَّلةٍ
أو اغتيالِ أبٍ عادَ مُحملاً
بهمومِ قوائمِ الدفعِ المؤجلِ!
أتُرى ستتنكرُ لكلِّ ذلك؟
ماذا سيحدثُ؟
لو سمعتَ كلَّ تلكَ الحكاياتِ السالفةِ
ونضَحَتْ الأرصفةُ بها!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة