أجزاء جديدة من “ترحلات في الكتابة والثقافة” لإسكندر حبش

متابعة – الصباح الجديد:
صدرت حديثًا ثلاثة أجزاء جديدة من مشروع “ترحلات في الكتابة والثقافة” (3 و4 و5) للشاعر والمترجم إسكندر حبش عن دار دلمون الجديدة في سورية، بعنوان “تحليل الضباب” و”سقوط الذاكرة سقوط الشعر” و”رقصة بين الكاحل والفم”.
وكتب حبش في مقدمة “تحليل الضباب”:
“تحليل الضباب” هو جزء ثالث من “ترحلات” التي أستعيد فيها جزءًا من “تاريخي الأدبي”، فيما لو جاز القول، وحين أقول “تاريخي”، أقصد تلك المقالات “النقدية الصحافية” التي رافقتني عمرًا في جريدة السفير. لا أكتشف اليوم كم كتبت خلال هذا العمل الصحافي، بل أكتشف كم قرأت… أذكر جيدًا بداية علاقتي بالقراءة، التي تحولت إلى علاقة يومية، لا تزال مستمرة إلى اليوم. لم يكن أمام جيلنا من فرص تسلية سوى القراءة. أكانت عبر مجلات أو صحف يومية أو أسبوعية أو كتب. لم نكن نعرف لا معنى الفضائيات ولا مواقع التواصل الاجتماعي ولا الهواتف النقالة التي أصبحت تدعى هواتف ذكية. لم يكن أمامنا سوى محطتين هما القناة 7 والقناة 5 تشكلان “تلفزيون لبنان” (امتلك اسمه هذا في نهاية سبعينيات القرن الماضي). كانت هناك القناة 9 التي تبث بالفرنسية لكنها اختفت مع بداية الحرب الأهلية. كانت القناتان تبدآن البث عند السادسة مساء تقريبًا، ونادرًا هي المرات التي يصل فيها البث هذا إلى منتصف الليل. أصلًا، لم يكن مسموحًا لنا السهر لما بعد الثامنة والنصف أمام هذه الآلة البلهاء، بينما كان مسموحًا لنا أن نقرأ قدر ما نشاء. فعلًا هي آلة بلهاء، هكذا أجدها اليوم، مثلما وجدتُها منذ عقود. لا أستطيع التسمّر أمامها سوى لفترات قصيرة جدًا، وبصراحة هي غائبة عني تمامًا منذ سنوات.
في أي حال، أعتقد أن شيئًا إلهيًا أنقذنا، حين جعلنا نولد في “العصر الورقي” ولم نأت في “العصر الإلكتروني” إلا بعد أن خطونا خطوات كبيرة باتجاه شيخوختنا”.
وكتب الناشر على غلاف الجزء الخامس:
يستمر المؤلف في ترحّلاته الخامسة هذه في السفر إلى قلب ثقافات العالم، ليقدّم لنا فيه سلسلة من التعليقات والقراءات حول خرائطية الرواية المعاصرة، سفر في أحوال وكتابات وجدت مكانتها في قلب الأدب الذي شكّل أكثر من جغرافيا وتاريخ لحيوات عرفت كيف تكتب لحظتها عبر الكلمة.
من هنا يبدو الأدب أكثر من مجرد فسحة للهروب من واقع مرير، بل هو إعادة نظر في الكثير من المسلّمات التي ارتكنّا إليها واعتبرناها جديرة بأن تكون مسارًا نهائيًا. من هنا، تأتي هذه الكتابات لنعيد التفكير في الكثير من الأشياء، أولها الكتابة والأدب.
يُذكر أن “تحليل الضباب” و”سقوط الذاكرة سقوط الشعر” و”رقصة بين الكاحل والفم” سبقها “كرب البلشفي” و”من الأجمل أن نموت في البندقية”، وصدرت أيضًا عن دار دلمون الجديدة في دمشق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة