وداد إبراهيم
هل للسعادة الأسرية شروط محددة؟ إذا كانت العديد من الشخصيات العلمية والأدباء والمفكرين ورجال الدين قد وضعوا شروطًا لها، فمن المؤكد أنها تقوم على التفاهم، والتسامح، والتجاوز. ومع ذلك، تختلف الأولويات والعناصر التي تحددها كل جهة. وبينما تكثر النصائح حول السعادة من قبل العاملين في مجال الطاقة الإيجابية والتنمية البشرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن بعض تلك التوجهات قد تكون غير واقعية. في المقابل، هناك باحثون ودارسون لديهم خبرة واسعة في الحياة الأسرية وتجارب عملية مستمدة من التعايش مع عائلات تسعى إلى تحقيق السعادة، ما يجعل رؤاهم أقرب إلى المنطقية والواقعية.
رشا الجبوري، الناشطة في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والمستشارة الأسرية والمدربة، تحدثت لـ”الصباح الجديد” عن تجربتها في العمل مع الأسر والمجتمع، قائلة:
“الحياة تحمل في طياتها دروسًا لا تنتهي، وعلينا أن نكون مستعدين لتعلمها. لا تتوقف الحياة عند الصعاب، بل تبدأ فعليًا عندما نتعلم كيف نتغلب عليها. وهي تتطلب تقدير اللحظات البسيطة والأشياء الصغيرة، لأنها مليئة بالفرص، لكن علينا أن نكون واعين لاستشعار النعم فيها”.
وأوضحت الجبوري أنها تركز بشكل خاص على رفع الوعي لدى المرأة في ظل التحديات الاجتماعية الصعبة، مثل العنف الأسري والطلاق، وتقديم تدريبات تساعد الأفراد على تحسين حياتهم النفسية، إلى جانب توجيه الأسر نحو تحقيق التوازن والاستقرار العاطفي. كما قامت بتدريب أكثر من 800 طالبة في المدارس الثانوية حول أساسيات النجاح، والتوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني.
وتابعت الجبوري قائلة: “النقاط التي أطرحها ليست مجرد نظريات مكتوبة، بل هي خلاصة تجارب حقيقية، ومراقبة مستمرة للمشاكل التي تواجه العائلة، مثل العنف الأسري أو الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. لذا، فإن أول شرط للسعادة الأسرية هو منح كل فرد في العائلة فرصة للتعبير عن نفسه، والاستماع الجيد إليه، لأن الاستماع يعزز التواصل ويفتح قنوات الحوار البناء”.
كما أكدت على أهمية استخدام الكلمات التشجيعية والداعمة بدلًا من الانتقاد المستمر، والتعبير عن المحبة والتقدير بشكل دائم. ومن بين النقاط الأساسية التي وضعتها للسعادة الأسرية:
حل المشكلات بالحوار المفتوح بين أفراد العائلة، وتخصيص وقت مشترك بين الوالدين والأبناء لممارسة أنشطة جماعية، احترام خصوصية كل فرد وتقدير اهتماماته المختلفة.
والاهتمام بالعواطف والتعبير عن المشاعر بوضوح، وتقديم الدعم المادي والمعنوي داخل الأسرة، لأن كل فرد يحتاج إلى التشجيع ممن حوله.
وعدم تجاهل التفاصيل الصغيرة، والاحتفال بالإنجازات مهما كانت بسيطة،
والتحلي بالمرونة والتسامح، وتشجيع التطور الفردي لكل فرد، وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والعائلية، والاهتمام بالصحة النفسية، وممارسة الأنشطة التي تقلل التوتر.
توزيع الأدوار داخل الأسرة بشكل عادل لضمان المساواة.
الورش والمحاضرات لتعزيز الوعي
تابعت الجبوري إلى أنها مستمرة في تقديم الورش والمحاضرات والندوات التي تساهم في تحسين وضع المرأة، سواء في البيت أو في المجتمع أو في مجال العمل، من خلال تقديم الاستشارات وعقد دورات تدريبية وتعليمية..
مستشارة أسرية تلخص السعادة في نقاط أساسية

التعليقات مغلقة