في جامعة بابل..إنجاز أول مشروع بحثي ممول خارجيا بنحو “مليون” دولار بشأن مستشعرات بيولوجية طبية

بابل – عادل محمد:
تمكن مشروع بحثي في كلية العلوم بجامعة بابل من تحقيق إنجاز علمي بارز بنجاحه بتصميم وإعداد أول مستشعر بيولوجي- طبي متعدد الأغراض في العراق، بدعم وتمويل من مؤسسة خارجية بنحو (مليون) دولار أمريكي من خلال برنامج الناتو للعلوم والتكنولوجيا (STEM)التابع لحلف شمال الاطلسي الذي يهدف الى دعم الابحاث العلمية المتقدمة التي تخص الامن والسلم العالمي وبالتحديد الامن البيولوجي من خلال توفير منح بحثية لها تتوافق مع أهداف البرنامج في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وبين المشرف على العمل الدكتور علي مدلول نعمة: إن ذلك جاء في إطار برنامج ماجستير باختصاص فيزياء المواد والنانوتكنلوجي انجزته الطالبة زهراء علي خضير، تركز عملها على تطوير المستشعر البيولوجي الذي تم ‘عداده وتصميمه في جامعة شيفلد هلم البريطانية لتوظيفه لاستهداف أكثر من نوع من الجزيئات البيولوجية التي يشكل التحسس والكشف عنها ضمن مستويات التراكيز المنخفضة جدا تحديا “علميا وتقنيا”.
وأضاف: اعتمدت فكرة المشروع على انشاء موجه موجي بصري بأبعاد نانوية تم تصميمه في أحد أحدث المختبرات العالمية في مجال النانوتكنلوجي في كلاسكو – اسكتلندا بتمويل من الجهة الداعمة بعد سلسلة من التجارب التي قامت بها الطالبة، اذ حقق المشروع الاداء المرجو منه عالميا ، خلال تلك التجارب التي تم إجراؤها في عمل أكثر الجزيئات خطورة وصعوبة في الكشف عنها وهي التراكيز المنخفضة جدا بحدود 0.01 لجزيئات المايتوكسين. وجاءت نتائجها التي تم نشرها في أكثر من ورقة بحثية تؤكد نجاح المشروع والانتهاء من الاعداد التجريبي والتوجه نحو الاعداد والتصميم الصناعي وفق ما هو مخطط من الجهة الداعمة.
وتابع حديثه بالقول: تم تبني فكرة جديدة وغير مسبوقة في آلية الكشف المتمثلة بـ (تقنية التداخل الاستقطابي)، التي يمكن اعتبارها تطويراً لفكرة عمل (أجهزة الابسوميتري) ، وإن المشروع اعتمد تقنية واعدة غير مسبوقة ، وهي (تقنية التداخل الاستقطابي)، في رصد التفاعلات البايلوجية وأثبت المستشعر الجديد قدرة فائقة على التحسس البايلوجي، وإن أداءه الالكتروني يجعله أداة قيمة في مجال الرصد البيئي المبكر والمراقبة البايلوجية.
وأشار الى أن هذا العمل والتعاون العلمي مع المؤسسات العلمية العالمية يمثل خطوة مهمة في تعزيز مكانة العراق على الخارطة العلمية العالمية، ويؤكد على قدرات العلماء العراقيين في مجال البحث العلمي وفتح آفاق جديدة للتعاون البحثي مع المؤسسات العلمية العالمية.
جدير بالذكر أن الدكتور علي مدلول نعمة ، حقق خلال الاعوام الماضية مشروعا بحثيا لصالح الناتو بهدف تطوير أنظمة فائقة الحساسية للاستشعار البيولوجي، وبتمويل من برنامج الناتو للعلوم من خلال مشروع الذي نال مقبولية عالمية لما يتمتع من أداء تقني غير مسبوق ، كما تم ترشيحه ايضا لنيل جائزة معهد الفيزياء الامريكي خلال عام 2020 بعدما وجه المعهد له دعوة خاصة بمناسبة ترشحه لنيل الجائزة العالمية في الفيزياء وهي عبارة عن ميدالية تيت التي تُمنح كل عامين لأبرز الفيزيائيين غير الأمريكيين لقيادتهم ومساهماتهم البحثية وخدمتهم لمجتمع الفيزياء الدولي فضلا عن ادارته الناجحة للمشاريع العلمية ومساهمته الفاعلة في التبادل العالمي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة