جيل التغيير والتحديات والفرص

وداد ابراهيم

كان شعوري لا يوصف وأنا أرى الفتاة العراقية قد عرفت كيف تتعامل مع “عدم التوظيف في مؤسسات الدولة”، من خلال المشاهد التي أراها في عموم الأسواق الكبرى، والتي تتعامل وفق التطور التكنولوجي بالأجهزة والدفع الإلكتروني. الشباب والشابات من حملة الشهادات الجامعية أدركوا أنه لا مناص من البحث عن بدائل للتعيين في مؤسسات الدولة، حتى وإن كانت الخريجة من أهم الجامعات في بغداد، ولا سيما جامعة بغداد بفروعها المختلفة، مثل كلية القانون والآداب والعلوم، كقسم التحليلات والبايولوجي أو الكيمياء، الذي يخرج كبار العاملين في التحليلات المرضية، ممن كانوا على رأس أهم أقسام التحليلات في أكبر المستشفيات مثل ابن سينا، وابن البيطار، وابن الهيثم، حيث كانت التحليلات الصادرة عن مختبراتهم معتمدة من الأطباء في العمليات الجراحية الكبرى. كما تخرج من كلية القانون والسياسة، الواقعة في راغبة خاتون، نخبة من كبار المحامين الذين برزت أسماؤهم في قضايا دولية

هذه الجامعات الكبرى في البلاد حتى الآن تخرج جيلًا من الشباب والشابات، إلا أن هؤلاء صار لديهم قناعة كبيرة بأن العمل ليس بالضرورة أن يكون في ذات الاختصاص، فقد تتولد لديهم محبة لعمل جديد، وبالاجتهاد والمثابرة يمكن أن يكتسب الشاب بعد فترة خبرة في الاقتصاد والتجارة والبيع والشراء وكيفية التعامل مع الأسواق العالمية. حتى إذا ما عمل كحارس أمني في الشركات التي توظف حراسًا أمنيين، فقد يكتسب خبرة عن كيفية وضع كاميرات المراقبة وعددها في الأبنية الحديثة، نعم، يمكن أن يتحول إلى شخص يمتلك خبرة، وتكون له شركة فيما بعد. والجميع يعلم أن البلاد تشهد تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة، وهي بحاجة إلى الشباب في كل وقت وكل حين.

هكذا يكون التعامل مع الواقع، بعقل متفتح وذهن متقد. البطالة هي الوحش الذي يغتال أحلام الشباب، ومن خلال إدراك الواقع والتعامل معه بوعي، نصل إلى الأهداف المنشودة ونعمل على تغيير أنفسنا وأفكارنا وفق ما هو متاح. الشهادة الجامعية مهمة جدًا، وهي جواز وهوية مرور للدخول إلى عالم العمل الحر، والتعامل بجد واجتهاد من أجل الوصول إلى الأهداف، ومن أجل بناء جيل يعرف كيف يصنع مستقبله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة