بغداد – سمير خليل:
منذ نكبة عام 1948 واحتلال الصهاينة أرض فلسطين والعراق والعراقيون في مقدمة العرب والعالم في دعم واسناد ومساندة شعبنا الفلسطيني في مقاومته الاحتلال ومحاولات استعادة وطنه وأرضه السليبة.
وللتاريخ شواهد على هذا التضامن والتضحيات، وليس أدل من تلك الشواهد هي مقبرة الأبطال شهداء الجيش العراقي في مدينة جنين الذين رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين عام 1948.
واليوم يقف العراق وشعبه مع أهلنا في غزة خلال تعرضهم لأقسى هجمة بربرية من الكيان الصهيوني من خلال الدعم والمساعدة والاسناد، وبالإضافة للدعم الرسمي والحكومي والشعبي العراقي هناك موقف مشرف تجسد في الطبيب العراقي الشاب الشهم محمد طاهر كامل أبو رغيف الذي تطوع بالعمل لإنقاذ وعلاج أهل غزة عدة شهور واستطاع القيام بعمليات جراحية صعبة.
السيد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني أشاد بهذا الطبيب وأجرى اتصالاً هاتفياً معه، وفي مستهلّ الاتصال، وصف سيادته الطبيب أبو رغيف بأنه سفير الإنسانية، وأنّ ما قدمه من عمل جليل لأبناء غزّة، يمثل موقفاً مشرفاً يعتز به العراقيون، والأحرار حول العالم، بما عاشه في غزّة مع أهلها وضحايا العدوان وفي أحلك الظروف.
وبيّن السيد السوداني أن أداء الدكتور أبو رغيف خير مُعبر عن موقف الشعب العراقي، فضلاً عن ترسيخ الهدف النبيل لمهنة الطب الإنسانية.
ودعا السيد رئيس مجلس الوزراء الطبيب أبو رغيف إلى زيارة العاصمة بغداد للاحتفاء بجهوده وموقفه الإنساني المبدئي، مجدداً دعوة العراق إلى إنشاء صندوق لإعمار غزة ولبنان، وأنه سيكون سباقاً في الإسهام في نجاح هذه الجهود.
من جانبه، عبر الدكتور أبو رغيف عن شكره وتقديره للسيد رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنّ غزة وما تعرض له أبناؤها من عدوان سافر، دفعه لأن يتواجد معهم، ويمارس واجبه الإنساني في معالجة الجرحى، مبيناً أنّ الفرصة التي توفرت له للتطوع والعمل في مستشفيات غزّة، مثّل بها أبناء العراق، الذين لو سنحت لهم الفرصة لتطوعوا بتقديم خدماتهم لأهالي غزّة، الذين كانوا يعيشون أصعب الظروف وأخطرها.
والدكتور محمد طاهر كامل أبو رغيف ” جراح صدمات وأعصاب طرفية” قد جسّد بموقفه كل معاني التضحية والإخلاص، عندما قرر التطوع للعمل في قطاع غزة والبقاء فيها وعلى مسؤوليته الشخصية، رغم انتهاء مهامه الطبية في شمال القطاع.
الطاهر أفضى تأمله وتفكيره إلى البقاء في غزة مواصلة عمله الإنساني المشرف، الاستمرار في الدفاع عن القيم التي آمن بها، ولديه العديد من المرضى في شمال غزة وما زالوا بحاجة إلى تدخله، لهذا رفض تركهم وهم في هذه الحالة.
ويعد الطبيب العراقي أبو رغيف من الكوادر الطبية القليلة التي ظلت تعمل في شمال غزة وكان قد دخل القطاع قبل ستة أشهر مع وفد طبي في مؤسسة الفجر، وانتهت مهمته الطبية في القطاع بعد شهور قضاها في إجراء العمليات الجراحية للمصابين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي العنيف الذي يطال المدنيين في شمال القطاع، وكان آخر عملية نوعية أجراها الطاهر قد أعاد فيها يد طفلة إلى الحياة عقب بترها بسبب قصف الاحتلال لمنزلها، ونجح طبيبنا بإجراء عملية دقيقة لوصل يد الطفلة مريم صباح (9سنوات) التي بترت جراء قصف اسرائيلي استهدف منزلها في مدينة دير البلح بعد عملية جراحية استمرت خمس ساعات، وعن هذه العملية الصعبة قال الطبيب أبو رغيف:
استطعنا إرجاع الطرف واليد بحالة جيدة وأمورها طيبة. على حد علمي هذه أول عملية إرجاع طرف كاملة في قطاع غزة ، مثل هذه العمليات تكاد تكون مستحيلة إذا لم تتوفر لها أدواتها الخاصة، وأنا جلبت معي أدواتي الخاصة بالجراحة ونظاراتي التي تساعدني بالرؤية ، لدي أجهزة طبية تتيح لي مشاهدة الأوردة والشرايين بشكل دقيق وهو مالم يتوافر لدى الاطباء هنا، لأن غزة تحت حصار ، والأطباء هنا لم يستطيعوا تأمين هذه المستلزمات، فكان من المستحيل إجراءهم مثل هذه العملية التي استغرقت خمس ساعات وهي كانت تحتاج لعملية ثانية وثالثة، لأننا بداية كان الهدف أن تعيش الطفلة، وفي نفس الوقت الذي كنت أجري فيه العملية كان الزملاء الجراحون يجرون عملية في بطن الطفلة”
السوداني يصفه بسفير الانسانية.. الدعم والإسناد والتضامن العراقي مع أهلنا في غزة يتجسد بالطبيب محمد طاهر أبو رغيف
التعليقات مغلقة