د.نادية الجدوع
إن الصراعات بين القوى العظمى، أو بين القوى الإقليمية
التي يشهدها العالم، نرى أن لقادة العالم دورا كبيرا في تأجيجها، والتي توثر في صناعة الصراع الدولي وتشكيل التحالفات اللازمة، ولأ أمريكا وأوروبا مكانة عليا في عالم الجيوبوليتيك في عصرنا هذا، فكيف وصلتا إلى هذه المكانة؟ وهل بالإمكان التحرر من هيمنة الحضارة الغربية؟ وما موقف كل من روسيا والصين من هاتين القوتين أو من القطب الأمريكي خصوصا؟
بينما ترتب الصين بيتها الداخلي وتصعد بوتيرة ثابتة، وتعود روسيا إلى الساحة العالمية من خلال حروبها التي تخوضها في أماكن مختلفة من العالم، فأين يقف العالم العربي من المتغيرات العالمية؟ وما مستقبله في عالم الجيوبوليتيك في ظل وجود قوى إقليمية عدة تنافسه وتراقبه.
إن للموقع الجغرافي دوراً مزدوجاً كونه نعمة ونقمة. فهو يعد حلقة وصل تجارية وحضارية، ومركزًا مهمًا في الخريطة العربية الجيوسياسية للمنطقة. في المقابل، جلب الموقع تحديات سياسية وأمنية واجتماعية جعلت منه ساحة تنافس وصراع بين القوى الإقليمية والدولية. عُرف هذا التحدي بـ “لعنة الجيوبوليتيك”، حيث يُصبح الموقع الاستراتيجي عبئاً يستجلب الأطماع والتدخلات الخارجية بدلاً من كونه مصدر قوة وازدهار.
مع ذلك يمكن تحويل هذه “اللعنة” إلى فرصة استراتيجية تساهم في الاستقرار، من خلال وضع خطة استراتيجية لتحقيق تحول فعلي مستدام ومواجهة التحديات التي تفرضها الجغرافيا أو الظروف الخارجية، إلى نقاط قوة تساهم في تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية.
إذ يتمتع العراق بموقع جغرافي فريد يقع في منطقة تكتسب أهمية خاصة، نظراً لموقعه بين الشرق الأوسطي وآسيا وأوروبا والى ما يمتلكه العراق من احتياطيات نفطية ضخمة، حيث يحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث احتياطي النفط، ما يجعله دولة ذات تأثير على أسواق الطاقة العالمية.
ومن هنا تبرز عدة تحديات جيوسياسية بالجغرافيا العراقية مع القوى الاقليمية، مثل إيران وتركيا ودول الخليج مما يجعله عرضة للصراعات. حيث غالباً ما تعمل هذه الدول للتدخل في شؤونه الداخلية لتحقيق مكاسب جيوسياسية، فضلا عن مكوناته المتنوعة من طوائف ومذاهب وقوميات، تجعل منه عرضه للتأثيرات الخارجية.
فما يمتلكه من ثروات نفطية هائلة، يجذب أنظار القوى الكبرى التي تهدف إلى السيطرة على هذه الموارد.
الجيوبوليتيك وصراع الامبراطوريات
التعليقات مغلقة