مريم كريم التميمي
في زمن لم يترك للمرأة خيارات كثيرة، زمان يغدر وبلمحة ينقلب ضدها مهما كانت من عائلة محترمة أو زوج طيب مسؤول. فقد ذلت العديد من النساء بعدما كانوا مدللات بعز والدهن وأمهاتهن وأزواجهن، كأن الموت يأخذهم أو المرض (حفظ الله جميع أحبائنا إن شاء الله).
وأستغفر الله، فالبقاء لله جل جلاله، والحياة خُلقت للابتلاء، لكن ربنا العليم، يشجع الإنسان على تحصين نفسه من أهل الدنيا بالعلم والعمل!
قال تعالى:
-(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)
(الزمر: 9)
-{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
[سورة طه، آية: 114].
-{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
النحل آية(97)
لذا، أصبح المستقبل وحشاً فتاكاً، وأصبحت المرأة تحاول وتبحث دائماً، لتتسلح ضده بالعلم والعمل والعلاقات الطيبة.
لكن علاقات مع من؟
*أنواع العلاقات
– أجمل العلاقات هي تلك التي تكون مع امرأة مثلك، فأنتِ معها ملكة، هذا إن وجدتِ صديقة للقلب والروح! لكن نعود لمشكلة لا مفر منها، وهي أن مجتمعنا شرقي ذكوري، لا يتقبل المرأة في كل مكان، حتى لو قبِل بها الدين والقانون والمنطق. فمثلاً، تعتبر المرأة اذا تعاملت في البناء والبيع والسياقة في مناطقنا الشعبية، وقاحة وقلة أدب! وقد تمشي أمورها، لكن بصعوبة!
– وهناك رجال بلا ذمم ولاإنسانية ولا ضمير، فهم ذئاب ضباع يحاولون إغواء أي امرأة حتى لو كانت متزوجة! نعم، ليست كل امرأة امرأةً، كما ليس كل رجل رجلاً، لكن المرأة الشريفة تعرف كيف تتعامل، ومع من! فالشخص المعروف عنه أنه زير نساء، وخصوصاً إذا كان يلعب على مشاعر امرأة متزوجة، فهذا حتى لو يحترمك (ولا أعتقد أن هذا الشخص يعرف الاحترام أو يحترم نفسه من الأساس)، لا أمان معه. فإذا ضمّنتيه لنفسك يا بنت حواء، فمعه سمعتك ستسوء، وسيعتقد الناس أنك سيئة مثله، حتى تحوم حولك الذباب الذين يقولون: هي سيئة، فلماذا لا نتحرش بها؟
– وهناك رجال ذوو شهامة وطيبة واتزان وهم كثيرون، وخاصة مع المرأة المحترمة، فهم يخافون على سمعتهم أمامك. ومن يخاف على سمعته يعني أنه رجل محترم ويريد التعامل مع المحترمين، فلا يوجد محترم يتعامل مع أشخاص بلا أخلاق!
*عموماً
هؤلاء ستتعاملين معهم، لكن اجتماعياً، لا يمكنك أن تقولي عنهم أصدقاء، ولا هم مجرد زملاء، فأنتِ تتعاملين معهم بكثرة، كعمل مشترك بينكم، أو يعلمك بمعارف كاللغة العربية أو الكيمياء أو الرياضيات وما شابه. لذلك ستضطرين أن تقولي عنهم أنهم (مثل أخي)، رغم أن كثيراً من الإخوة الحقيقيين لا يرحمونك ولا يحترمونك بدون مقابل، مثل هذا الغريب!
لذا، يا عزيزتي المرأة، كوني بشخصية رجل خارج بيتك (لأن الضعيف تأكله الوحوش البشرية، فمهما كنتِ نقية وتعرفين نفسك قوية، أتركِ مسافة أمان ولا تعطي كل الثقة لأي إنسان).
فلو كانت السماء قريبة من الناس لما بقيت زرقاء صافية لامعة.