دائرة الفنون تحتضن معرض الواقعية الاول تأسيس جماعة الواقعية يعيدنا لعهد رواد التشكيل

وداد إبراهيم
كانت الجماعات الفنية التي تأسست منذ خمسينيات القرن الماضي، وأُطلِق أول بيان لها من قِبَل عملاق الفن جواد سليم، بمثابة مركز إشعاع فني وفكري، وضعت أسس الفن العراقي الحديث. وإذا ما استذكرنا الجماعات الفنية التي شكلها رواد التشكيل العراقي، نجد أنها منحت للفن أهمية كبيرة. فقد كانت حركة الفن التشكيلي فاعلة، والجماعات تقيم الاجتماعات والمعارض، إلى جانب حركة النقد الفني التي كانت تثير الجدل بين المهتمين. ومن أبرز تلك الجماعات “جماعة بغداد للفن الحديث” التي تأسست عام 1951، وأصدرت بيانها الذي تزامن مع معرضها الثاني، مؤكدة فيه على أهمية “استلهام الجو العراقي”. كان هذا بمثابة التأسيس لرؤية جديدة في الفن التشكيلي العراقي.
في الوقت الحاضر، سعى عدد من الفنانين لتأسيس جماعة الواقعية التي تقدم أعمالاً واقعية وتقيم المعارض. وفي هذا السياق، تحدث الفنان خالد شاكر لـ”الصباح الجديد” قائلاً:
أنا شخصياً دعوت لافتتاح معرض الواقعية العراقية الأول، وطرحت فكرة احتضان الوزارة لهذا المعرض الذي عملت عليه مع بعض الفنانين من داخل الوطن وخارجه لمدة تزيد على عشرة أشهر. كما عملت مع الأستاذة نجوان فارس، المديرة العامة السابقة لدائرة الفنون، لمدة تزيد على ستة أشهر. واستطعنا استقطاب أكثر من 100 فنان يعملون في الاتجاه الواقعي للمشاركة في هذا المعرض النخبوي، ونحن بانتظار التوقيت الملائم لإطلاقه. علماً أن هذه الجماعة حققت اجتماعها الثالث مؤخراً لاستكمال بيانها التأسيسي الداخلي. وقد استكملنا في هذا الاجتماع ما بدأناه على مدار عام من العمل لتأسيس هذا التجمع، لذا سيكون المعرض مغايراً للمعارض السابقة، وسيشكل حلقة وصل مع تجارب رواد الفن التشكيلي.”
وفي سياق متصل، أعلنت دائرة الفنون العامة، إحدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، عن احتضانها فعاليات معرض الواقعية الأول خلال الأيام المقبلة. وأصدرت دائرة العلاقات والإعلام بياناً عبر صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي جاء فيه:
تحتضن دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار خلال الأيام المقبلة فعاليات معرض الواقعية الأول، ضمن خطط الدائرة للنهوض بواقع الفن التشكيلي في العراق. وقد أكملت اللجان التحضيرية جميع الترتيبات الفنية واللوجستية لإقامة المعرض في قاعات دائرة الفنون العامة بمقر الوزارة. كما انتهت أعمال الفرز لتحديد المشاركين، إضافة إلى تأطير الأعمال الفنية، بما يحقق طرق عرض حديثة تنسجم مع أحدث أساليب العرض الفنية العالمية”..
يُذكر أن فن الواقعية في العراق ظهر خلال خمسينيات القرن الماضي، وكان الفنان عبد القادر رسّام من أوائل رواده. ترك هذا الفنان مجموعة لوحات تمثل مشاهد طبيعية من أطراف بغداد ومناطق أخرى، رسمها بأسلوب فطري قائم على التجربة الشخصية. ورغم افتقاده الاطلاع على التجارب العالمية آنذاك، التي شهدت خلالها أوروبا ثورة فنية غير مسبوقة، بقيت لوحاته خالية من أية هموم تتعلق بالأسلوب أو التحديث.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة