بيوتٌ خائفة

اشتياق موفق خليل

امرأة
لا تحبّ أيُّ نوعٍ من القطط
للقطّ فرو ناعم،
وكذلك
غريزة
لا تحبّ الفئران،
(الفئرانُ تأكل كل شيء،
حتى رسائل الحبّ القديمة)
لا تحبّ شعر بريفير،
لا تحبّ أيُّ نوع من الشعر
لا تحبّ السّاعة العاشرة مساء
لأنّ مزاج صديقها سيّئٌ، في أغلب الوقت.
تنظر عبر النّافذة
إلى السّماء المُزدحمة بالسّحب
تعجبها زخات المطر
تعجبها رائحة الطين المبتل
لكنها تظل قلقة
من ثقب ما، لا مكان له في سقفها!
تنظر عبر النّافذة
إلى تحليق طائر
تعجبها فكرة أن تسافر وحيدة
أن تُشيع نميمة من ضفة إلى أخرى
لكنّها تظل قلقة..!
تستمعُ إلى صوت تلاطم الموج
تعجبها فكرة عبور البحر
أن تصل إلى الجهة الأخرى
ولكنّها تظل قلقة
من احتمال الغرق
تقرر إغلاق النّافذة
ثُمّ..
تقرر فتح النّافذة مرة أخرى
تظل قلقة
«من القطّط
والفئران
والشّعراء
والسّاعة العاشرة
والغرق
ومن الثُقب الذي في قلبها»
تظل قلقة
من أن لا تشاهد مرور جنازتها
وأن لا يمشي مع وحدتها أحد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة