سمير خليل
وجدت الشوارع كجزء مهم من تخطيطات المدن وقيامها بربط الطرق وخدمة الناس وهم يتوزعون على خارطة أعمالهم، تلك الشوارع التي تمتد كخطوط متسلسلة متواصلة تؤطر خرائط المدن وتتمحور في قلوبها.
ولأن الشوارع وجدت لخدمة الناس، فمن الطبيعي أن تتعدد وتتنوع وسائل النقل التي يستخدمها الانسان في حركته على سطوح هذه الشوارع.
وعادة ما تهتم المدن بشوارعها وترسم الخرائط لقيام هذه الشوارع اعتمادا على خبراء العمران، باعتبار أن هذه الشوارع تمثل الوجه الحضاري للمدن، كما تهتم بحركة السير فيها بدقة وتنظيم لان سلامة الناس من سلامة هذه الشوارع.
في بلدنا الذي شهد متغيرات كبيرة على كافة الصعد، فإن المدن وشوارعها نالها ما نالها من هذه المتغيرات خاصة بعد العام 2003، إذ تعددت وتزايدت وسائط النقل بصورة كبيرة جدا ودخلت وسائط جديدة مثل التكتك والستوتة، كما ازدادت وتتزايد اعداد السيارات والدراجات البخارية قياسا لتصاميم شوارع مدننا التي ظل بعضها وفق الطرز القديمة والتي ما عادت تحتمل هذه الزيادات في وسائط النقل مما يسبب ازدحام هذه الوسائط حوادث عديدة يكون سببها تزايد عدد المركبات وازدحام الشوارع فيها.
هذا العبء أثّر على الجانب الخدمي لدوائر المرور التي تحاول جاهدة السيطرة والإشراف على حركة المركبات في الشوارع، لكن الامر مازال صعبا رغم جهود دوائر المرور ورجال المرور المنتشرين في الشوارع الرئيسة تحت حر الصيف وبرد الشتاء.
مازالت إشارات المرور غائبة عن بعض شوارعنا وساحاتنا مما يشكل عبئا على رجل المرور الذي يستعيض عن هذه الاشارات بتنظيم حركة السير والنجاح بها رغم صعوبتها، كما ان بعض شوارعنا مازالت تفتقد لثقافة الشارع والوعي المروري لدى البعض من المواطنين، بالإضافة الى الدور الحكومي بمعالجة ازمات المرور، واليوم نشهد إنشاء بعض المجسرات في شوارعنا، ومازال العمل قائما بإنشاء مجسرات أخرى، تساهم في حلحلة الازدحامات المرورية.