سلام مكي
لطالما، صُدعت رؤوسنا بحقوق المرأة، ومكتسبات المرأة، وأهمية المرأة في المجتمع، ودورها المحوري فيه، ولطالما سمعنا عن منظمات نسوية، تدافع عن المرأة، وتدعو الى المساواة بين الجنسين، وتدعو لمنح المرأة المزيد من الحقوق والحريات. وليس ببعيد، الحملة المضادة التي قادتها عدد من المنظمات والشخصيات للحملة التي تدعو لتمرير قانون الأحوال الشخصية، كون أن القانون سوف يسمح بسلب المرأة حقوقها التي اكتسبتها جراء القانون الحالي، ويؤدي القانون الجديد، رغم عدم وجود مسودة له لحد الآن الى تفكيك وتفتيت لحمة المجتمع!!
لكن لم نسمع يوما عن قيام منظمة نسوية أو شخصية من الشخصيات التي تظهر في وسائل الاعلام وتدعي أنها تناصر المرأة، لم تظهر يوما لتقول لنا أنها بالضد مما يجري من عمليات تسليع للمرأة، وامتهان لكرامتها، عبر زجها في أفعال تتنافى مكانة المرأة وانسانيتها. فقد تحولت المرأة الى واجهة تجارية وماركة إعلانات لشركات ومحلات تجارية، فلا إعلان عن منتج، إلا بواسطة فتاة جميلة. لا نوادي اجتماعية، وترفيهية، إلا وهنالك راقصات بملابس فاضحة، ولا صالات ” ملكية” إلا وهنالك مغنية، بنصف ملابس! وللأسف، تلك الصور تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والجميع يراها، رغما عنهم! فهي تنشر في صفحات ممولة، تمويلا قويا، بحيث تظهر لآلاف المتصفحين!! المشكلة الأكبر أن هنالك قاصرات يعملن في تلك الصالات، أعمارهن لا تتجاوز الـ 15 سنة. أليس تلك القاصرات أولى بالدفاع عنهن، بدلا من محاربة حالات فردية، افتراضية قد لا تحدث أبدا! ألا يؤثر مشهد فتاة قاصر، تقوم بحركات وإغراءات تعديا وتجاوزا على قيم الطفولة والأسرة؟ أليس تحويل المرأة الى سلعة تجارية، لغرض الكسب المزيد للمال والربح السريع، يمثل صورة من صور انتهاك حقوقها؟
قبل أيام، ظهرت في مقطع فيديو فتاة، تطالب بإعادة فتح قاعات الحفلات والسهرات، لأنها المصدر الوحيد لرزقها ورزق العشرات ممن يعملن هناك! السؤال هنا: أليس من واجب المنظمات احتضان تلك الفئة ممن التجأن لهذا الطريق، هربا من الفقر والعوز؟ ألا يجدر بمن يدافع عن المرأة وحقوقها، أن يسعى لحماية كرامتها وانسانيتها، قبل أن يفكر بزواجها؟