بالامس، مرت علينا ذكرى رحيلك الموجع، الصادم، مرت نسمة حزن لكنها توشحت ببياض روحك الندية..احمد راضي، الانسان، النجم، الوسيم، تركت لوعة وحسرة بفقدان رمز وطني طالما انفرجت النفوس ورفرفت راية الوطن في الملاعب فرحة بابداعك، باهدافك، بالفوز الذي يتحقق مغسولا بعرقك وحرصك انت وزملاءك ممن حملوا على اكتافهم مسؤولية رقي الكرة العراقية.
من اين نبدأ؟ ونحن في ذكرى رحيلك نستعرض سيرتك وتاريخك الذهبي ومااضئت به صفحات التاريخ الكروي العراقي من انجازات، نتذكرك صغيرا تفرض حضورك بين الكبار، هدفك التاريخي الذي ظل وحيدا في سفر الكرة العراقية وسجلها في ارشيف المونديال، ذلك الهدف الذي وضعته بحرفنة في مرمى الحارس العملاق جو ماري بفاف خلال مباراتنا امام بلجيكا في مونديال المكسيك عام 1986.
نتذكرمسيرتك المضيئة مع الاندية الكروية، سنوات ومواسم وانت تتنقل بينها نورسا تنثر جناحيك الوانا كروية راقصة، بدايتك مع نادي الشرطة ثم حلقت صوب عشك الاثير الزوراء، وبعدها الرشيد والوكرة والعربي القطريان ودبا الحصن الإماراتي لتعود بعدها لعش النوارس.
تمثيلك المنتخب الوطني العراقي خمسة عشر عاما، تقوده للفوز في البطولات العربية وتوجت ذلك بصعود الكرة العراقية لاول مرة في تاريخها الى نهائيات كأس العالم وصاحب الهدف العراقي الخالد في المونديال بشباك حارس بلجيكا الشهير جان ماري بفاف، كما شهدت تلك السنين تتويجك بلقب افضل لاعب في آسيا.
نتذكرك اداريا ناجحا، محللا كرويا لامعا، مدربا للشرطة والجوية والزوراء ومنتخب العراق تحت 20 عام، كما اعتبرت ضمن أفضل عشرة لاعبين في تاريخ آسيا خلال القرن العشرين.
واخيرا نتذكرك سياسيا وبرلمانيا لانك اردت ان تخوض كل معتركات الحياة، لكنك تبقى ذلك النورس المحبوب الذي استوطن قلوب الناس نجما تداعب الكرة وتمنح جمهورك المتعة الاخاذة المطرزة بحب الوطن من خلال رياضته انت وكل مجايلك الكرويين الذين حملوا نفس الشعورومحبة العراق وناسه الطيبين.
ابا هيا، نم قرير العين فمازلت ذلك النورس الذي يحلق في فضاء الوطن وارواح محبيك، وهاانت ترى اليوم كيف نتذكرك، بالحزن، بالاحتفاء، باستذكار مآثرك وانجازاتك، نستقبل ذكرى رحيلك ونودعها بكل المحبة والاحترام.
سمير خليل