الفنانة التونسية آمال لعويني:
حاورها سمير خليل:
المسرح التونسي، روضة الفكر والفن والجمال، فجمال تونس الخضراء وحضارتها يقترنان بفن المسرح وتطوره ونضجه، تأثرت خشبة المسرح التونسي واضواءه بالمسرح العربي والمسرح الغربي، الايطالي والفرنسي، ولعل مسرح قرطاج الاثري الروماني خير دليل على عمق تاريخ المسرح التونسي الذي يزدهر اليوم بعديد المبدعين والمبدعات الذين يرسمون صور السحر والجمال بما يقدمون من مسرحيات متنوعة، وآمال لعويني، واحدة من فراشات المسرح التونسي التي لا تغيب رفرفة اجنحتها عن فضاءات المسرح الرحبة.
امال لعويني ممثلة ومصمم رقصات وراقصة احتراف، حاصلة على شهادة في القطاع السمعي البصري اختصاص “تركيب ” ، استاذة رقص في فضاء “التياترو” بإدارة الممثل والمخرج التونسي توفيق الجبالي.
في رصيدها مسرحيات “منطق الطير” التي عرضت في بغداد واعمال اخرى مثل “كابوس اينشتاين “اخراج انور الشعافي، ومسرحية “144 قطرة في البحر” اخراج نوفل عزارة وهي مسرحية تتحدث عن الهجرة غير الشرعية، وعرضها الكوريغرافي “Band’age “و هو عرض يتحدث عن وضعية الراقص و مشاكله، معاناته وهل الرقص مهنة ام هواية؟.
في حوارنا مع الفنانة لعويني اجابت على سؤالنا عن المراة و المسرح، اشكالية ام توافق? وكيف حال المسرح التونسي اليوم؟ قالت :المراة ليست اشكالية، بالعكس اصبح للمرأة دور كبير و حضور لافت على جميع الاصعدة و خاصة المسرح، في الكتابة, الاخراج, الرقص, الشعر ,السينما .المرأة غيرت المجتمع بأفكارها و طموحها رغم الظروف و الصعوبات التي تعيشها احيانا في مجتمع ذكوري الا انها ظلت صامدة ، المرأة اصبح لها كلمة و حضور رائع و تغير مسار بالكامل، اصبحنا نرى اسم المرأة حاضرا و بقوة في المهرجانات و تتوج بجوائز، المرأة لها مكانة كبيرة في المسرح التونسي هناك تجارب نسائية مشرفة و محترمة”، وتضيف “المسرح التونسي له طابع خاص و له هويته و بصمته في العالم العربي، هناك تجارب عديدة و مختلفة و للشباب دور كبير في تقديم مقترحات جديدة بفكر و روح اخرى ورؤية معاصرة، اصبح لهذه التجارب حضور في المهرجانات الدولية و العربية “.
*في اعمالك، اي المضامين والاساليب والرؤى المسرحية قريبة الى نفسك؟
“بالنسبة لي اختصاصي هو الرقص لذلك اكثر اعمالي تعتمد على الجسد فهو حاضر وبقوة، اليوم اصبحت الحركة اقوى من الكلمة، احاول في كل مرة ان اقدم اعمالا بطريقة مختلفة وجديدة، ان اتحدث عن موضوع والاجابة على التساؤلات التي انا اطرحها كآمال، كفنانة وماهي الاضافة التي ستكون، وماهو التغيير، كامرأة اتناول مواضيع تخص المرأة، معاناتها، مواضيع اجتماعية و لكن بصورة و طريقة متطورة و معاصرة ، الى جانب خوضي تجارب اخرى مختلفة و متنوعة مع مخرجين آخرين.ولكل مخرج رؤيته الخاصة”.
- رأيك بالمهرجانات المسرحية العربية والدولية؟ ما انطباعك عن مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي شاركت به؟
” اعتقد في هذه المرحلة اصبح لكل دولة عربية مهرجان مسرح و كل مهرجان يختلف عن الاخر، هويته، طبيعته وخصوصيته والاهم من ذلك تطوره من سنة الى اخرى، هذا هو الهدف بالأساس و بالأخص في جودة العروض والتنظيم و الانفتاح على العالم، مهرجان بغداد الدولي للمسرح كان هو الحدث بعد غيابه 8 سنوات، كنا قد شاركنا فيه بمسرحية (منطق الطير) اخراج نوفل عزارة وتحصلنا على جائزة احسن اداء جماعي، كنت سعيدة بهذه المشاركة خاصة واني ازور بغداد لاول مرة واتجول في شوارعها احسست و كاني اعرفها من قبل، شعوررهيب واحساس اعيشه للمرة الاولى”.
وتضيف” قدمنا العرض على خشبة المسرح الوطني، كانت طاقة رهيبة بيننا و بين الجمهور، مهرجان بغداد كان فرصة للالتقاء بثقافات و فرق من دول عربية و دولية، هذا المهرجان كان فرصة لإعادة بناء اشياء قد انكسرت و احياء اشياء كادت تندثر وتموت و ذلك بالعزيمة و المحبة، كان المهرجان ناجحا جماهريا و تنظيميا، والحدث الأكبر كان افتتاح “مسرح الرشيد ” تأكدت بان هذا الشعب حي محب للحياة و التغيير رغم ما مر به من نكبات و لاشي مستحيل، اقوى رسالة هي ان المسرح اقوى سلاح ضد الجهل ومثل شعار المهرجان “لان المسرح يضيئ الحياة”، اقدم تحية اجلال و احترام و تقدير لهيئة المهرجان وكل المثقفين و الفنانين و للشعب العراقي عموما”
*كم تقتربين من المسرح العراقي والعربي وتأثيراتهم عليك؟
“اتابع المسرح العراقي والمسرح العربي، هناك تجارب رائعة ومهمة بعد المشاهدة تبقى بعض الاعمال راسخة في ذهني، هناك نقاط تشابه احيانا، المشاهدة تجعل الممثل او المخرج يطور من نفسه و تجعله يبتكر و يبدع بطريقة وبأخرى، الانفتاح على تجارب اخرى هي طريقة للتجديد والتغير نتأثر بذلك التشابه و التقليد و تصبح هناك منافسة شريفة”.