- 1 –
في زمن اليبس والجفاف ، ونُدْرةِ الوفاء والانصاف ، يُطالعنا العزيزان السيد داخل السيد حسن والشيخ ماجد الصيمري – حفظهما الله – بأبيات تمور بعبق الاخاء الصادق ، والود العميق ، يعلقان بها على بعض مقالاتنا .
فلهما منا الشكر الجزيل والثناء الجميل وخالص الدعاء وأطيب التمنيات.
- 2 –
السيد داخل السيد حسن خطيب لامِعٌ وأديبٌ مُرهَفُ الحس ، وهو ممن يواكب الحراك الفكري والثقافي والأدبي، ويُدلي بدلوه فيه، فهو عنصر فاعل ، في وقت يُوصف فيه الكثيرون بالخمول والكسل ، وايثار العافية، وهم بذلك يظلمون أنْفسَهُم قبل أنْ يظلموا الآخرين ..!!
حين قرأ مقالتنا ( من التاريخ الى الجغرافية ) كتب يقول :
وللحسينِ مقالاتٌ مُدَوِيَةٌ
للهِ دَرُّ حُسَيْنٍ يَرْصفُ الدُرَرَا
يصوغُ عقدَ اللآلي في رَوَائِعِهِ
وفي المعاني ابتكارٌ يُعْجِزُ الشُعَرا
وفي كتابَتهِ قَنّاصُ شاردةٍ
أو كُلِّ واردةٍ تلقاهُ مُبْتَكِرا
وفي المَنَصاتِ هدّارٌ بِخُطْبتَهِ
والكلُّ أَسْمَاعُهُم تُصغي اذا هدرا
وللحسينِ كتاباتٌ مؤثرة
في قَلْبِ كُلِّ مُحِبٍّ تَطْبَعُ الاثرا
وفي الأبيات إشارة الى خُطَب كاتب السطور في المؤتمرات والمحافل العامة وما تركتْه من أصداء .
- 3 –
والشيخ ماجد الصيمري أديب مرهف الحس ، ذو باع طويل في ميدان الشعر والأدب وهو خطيب رساليّ ناهض ، وهذا هو القاسم المشترك بينه وبين السيد داخل .
وليس عجيبا منهما – وهما الخطيبان الحُسينيان البارعان – أنْ يكونا فرساناً في مضامير العطاء الثر والخلق الرفيع .
لقد كتب الشيخ الماجد معلقا على مقالتنا آنِفَة الذكر ( من التاريخ الى الجغرافية ) يقول :
كم ذا تديمُ بآفاق العُلا سَفَرا
سبحانَ ربِّكَ ماذا قَدْ بَرا وذَرَا
يأأيُّها الصدرُ إمَّا ازَّاحَمَتْ رُكَبٌ
في مجلسِ المجِدِ يَتْلُو ذكرَكَ العَطِرَا
كم ذا تصوغُ اللئالي وهي خافيةٌ
فكم عَشَتْ أَعْيُنٌ عنها وأنتَ ترى
نَسَجْتَها بِحروفٍ التِّبرِ فاتنةً
اعيا بوصفِ نواحي حُسِنْها الشُّعرا
- 4 –
واني لشديد الاعتزاز بهما وبما يحملان من أدب جَمّ وإخاء صادق ، وهما ينظران الينا بعين اللطف والمحبة وتلك سمة النفوس الكبيرة الصافية .
حسين الصدر