أديب كمال الدين
- كلُّ الطّرق تؤدّي إلى البحر
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
إذا كنتَ شاعراً
فتذكّرْ أنّكَ صحراء،
كنتَ ولم تزلْ صحراء،
فاذهبْ إلى المرأةِ لتكتملَ وتكتحل.
المرأةُ هي البحر.
اذهبْ إلى البحر،
لاتقلقْ، كلُّ الطّرقِ تؤدّي إلى البحر! - غياب
^^^^^^
لستَ العريس ولا العروس.
لا، ولم أجدْ اسمَكَ مكتوباً
في قائمةِ الأقاربِ أو المدعوّين
أو المُشرفين أو المُنظّمين
أو قائمةِ الحُرّاس.
لا، ولم أجدهُ في قائمةِ المُتطفّلين
أو قائمةِ مَن لا قائمة لهم!
حسناً، قلْ لي بهدوء،
من دونِ ضجيجٍ وصُراخ:
أيّ غيابٍ هذا؟ - كلُّ شيء يتمرأى بك
^^^^^^^^^^^^^^
مرحى أيّها الحرف؛
كلُّ شيءٍ يتمرأى بك
ويسمو معَ سرّك
ويرقصُ معَ أسطورتك.
*
مرحى أيّها الحرف؛
أيّها الغامضُ كالغيمة
والمُوحشُ كالسجن
والمُرعبُ كالزلزال
والرّاقصُ كالمطر
والشّهوانيّ كالنهد
والوحشيّ كالنمر
والغاضبُ كالذئب
والمُحيّرُ كالثعلب
والطّائرُ كاللقلق! - صيحة من خلف الباب
^^^^^^^^^^^^^^^^
بعدَ انتظار أربعين عاماً
فتحَ الحرفُ مُبتسماً بابه،
فانحنيتُ أمامهُ باحترامٍ شديد
وقلتُ لهُ في هدوءٍ مُقدّس:
ما معنى الحياة ؟
وقبلَ أن ينطقَ الحرفُ ببنتِ شَفَة،
خرجتْ لي نقطةُ الحرف
وأغلقت الباب
ثُمَّ صاحتْ:
يا هذا إنّهُ لنْ يجيب! - ما الذي تبقّى لي من نبضاتِ قلبي؟
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
هذه قصيدةٌ تبدأُ من النّهاية،
نعم، من النّهايةِ لتقول:
ما الذي تبقّى لي من نبضاتِ قلبي؟
وفي التفاصيلِ: أنَّ نبضات قلبي
قد تناهبها الأطبّاء
ثُمَّ الأبناء
ثُمَّ الليل
ثُمَّ البحر
ثُمَّ الدّهر
ثُمَّ الحرف
ثُمَّ النُّقطة…
حتّى صرختُ:
ما الذي تبقّى لي من نبضاتِ قلبي؟