منها دبدوب وبطوط وكتكوت وغزالة
بغداد – زينب الحسني:
دبدوب، بطة، كتكوت، وفراشة…أسماء لحيوانات أليفة اعتدنا عند مغازلة الأطفال أن نقولها لهم وهذه الأسماء لا تعني أن هناك شبها بين الطفل وبين هذه الحيوانات اللطيفة، ومع الاستمرار في ترديدها تنتقل للمحيطين بالطفل من زملاء وجيران لدرجة أن الاسم الحقيقي قد يتلاشى حتى مع التقدم في العمر.
فما هي الأسباب التي تجعل البعض يتحدث مع الأطفال بهذه اللغة، أو لم تطلق أسماء الحيوانات الأليفة على الأطفال وهل تؤثر على شخصيتهم؟
مرح ودلع وكلمات رقيقة
يرى متخصصون في علم النفس: أنه «لا بأس من إطلاق أسماء أو ألقاب دلع على الأطفال الصغار لإشعارهم بالمحبة والدلال، ويعتبر الخبراء أن المناداة باسم التدليل حتى 9 سنوات لا تشكل خطورة على الطفل في المستقبل، أما بعد هذه السن فلابد من إعداده ليكون واعياً وينادى باسمه الحقيقي».
وبين المتخصصون إلى أن التمادي في تسمية الطفل بأسماء دلع بعد تجاوز مرحلة الطفولة له آثار نفسية متباينة بالنسبة للفتيات، فالتدليل لا يؤثر على شخصيتهن، أما الشباب فنجد بعضهم يتأففون من تلك الأسماء التي رافقتهم منذ الطفولة.
بينت الدراسات أن الطفل الذكر الذي يصر الأهل على إطلاق أسماء الدلع عليه بعد تجاوزه العاشرة من عمره أو إطلاق أسماء عليه تتشابه مع أسماء تدليل البنات يشعره حتماً بالخجل، خاصة إذا استغل أقرانه ذلك الاسم وجعلوه وسيلة للسخرية منه، الأمر الذي قد يدفعه للعزلة والانطواء، كما أنه يصيبه بضعف الشخصية أمام الجنس الآخر، وتزداد المشكلة تعقيداً مع دخوله مرحلة الشباب.
احمي طفلك
الطفل لا يدرك دلالات اسمه وانعكاساته في السنوات الخمس الأولى من العمر، إلا أن هذه الدلالات ما تلبث أن تظهر بمجرد دخوله المدرسة، ويبدأ يناديه مدرسوه باسم مختلف عن الاسم الذي طالما ناداه به والديه، فتبدأ عملية الصراع بين الاسم الذي يحبه وبين اسمه الحقيقي، فإما أن يتحمل استهزاء أقرانه من اسم الدلع الذي يسعى للحفاظ عليه بحكم الاعتياد، لذا ترى الاختصاصيون أن على الأهل أن يجعلوا الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى يفتخر باسمه مهما كان، حتى لا يألف على اسم الدلع أكثر من اسمه الحقيقي.
هوية الطفل
سوسن قاسم « معلمة « قالت، ان أسماء الدلع تجعل الأطفال يشعرون بالحب والسعادة خصوصاً البنات اذ تجدها تشعر بالغرور وكأنها اميرة، لكن علينا ان نتجنب الاثار السلبية لهذه الظاهرة كون الاستمرار في أطلاقها على البنت او الولد بأعمار كبيرة يجعلهم في وضع مربك وعلينا ايضاً ان نحببهم بأسمائهم الحقيقة كونها هويتهم الثابتة.
وتابعت: علينا ايضاً ان نختار الاسم المناسب الذي يتلائم مع وقتنا والابتعاد عن الأسماء القديمة التي يمكن ان تؤثر على شخصية الطفل.
اما شيماء فرج « ربة منزل « تقول لا احبب أسماء الدلع للذكور، وانما أحب ان أطلقها فقط على الاناث كوني اشعر انها تزيد الفتاة دلعا وانوثة اما بالنسبة للذكر فهي تجعله يشعر بالأحراج والخجل.
أمجد حامد « موظف « يقول من الأشياء الجميلة واللطيفة إطلاق هذه الأسماء والتشبه بها بالنسبة للأطفال.
واضاف ان اولادي يفرحون حين اناديهم بهذه التسميات واشعر أني أقدم لهم الحب من خلال « الدلع والغزل « بهم.
وتابع حامد أني لا أجد أي ضرر بالعكس امنحهم السعادة من دون أي عناء.
نصائح مهمة
فيما بين الباحث الاجتماعي وليد محمد: على الام ان لا تبالغ في تدليل الذكر خاصة إذا كان الولد الوحيد من بين الإناث، فبعد تجاوزه تسع سنوات يبدأ يشعر بالإحراج أمام الآخرين، ويفضل مناداة الطفل بعدة أسماء من بينهما اسمه الحقيقي حتى لا يرتبط نفسياً باسم محدد.
وتابع محمد قولهِ: يتوجب على الوالدين التدقيق جيداً قبل تسميته بدلاً من التغطية على اختيار اسم غير مناسب من البداية بإطلاق اسم دلع عليه يلازمه طيلة عمره،
وأضاف: يجب الامتناع عن إطلاق أسماء دلع تحمل في باطنها استهزاء بالطفل، مثل: «سارة- صرصارة»، وان بعض الأهالي يتخذون أسماء غريبة لتدليل أبنائهم قد تثير استياء البعض، لذا يجب أن يتخلوا عنها، حتى لا تلتصق تلك التسميات بهم في أعمار متقدمة.
وبين محمد: أن اسم التدليل او الدلع هو وسيلة للتقرب من الطفل، لذا يجب أن يكون اسماً محبباً له ودال على صفة جميلة تجعل الطفل يشعر بالفخر والرضا.