اختتام فعاليات الدورة الرابعة لمعرض النجف الأشرف الدولي للكتاب

النجف الأشرف – سلام مكي
اختتمت اليوم الدورة الرابعة من معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب والذي استمر لمدة 11 يوما. المعرض الذي شهد حركة واسعة وإقبالا جماهيريا لافتا، من قبل أهالي محافظة النجف أو من باقي المحافظات المجاورة، في بادرة ثقافية واجتماعية مهمة، تؤكد أواصر العلاقة بين المواطن العراقي وبين الكتاب. شهد المعرض نشر العديد من العناوين المهمة، إضافة الى التنوع اللافت في طبيعة الكتاب المعروضة والتي تؤكد وبما لا يقبل الشك، تنوع الذائقة القرائية لدى المواطن العراقي، وسعيه الدائم لتنويع مصادر المعرفة والثقافة التي ينهل منها.
بداية، تحدث إلينا الأستاذ بشار الراضي مدير دار الكتب العلمية عن المعرض قائلا:
هذه المشاركة الرابعة لنا في معرض النجف، حيث كنا نشارك منذ أن كان يقام داخل الصحن الحيدري، إذ كنت العتبة العلوية هي التي تتولى مسؤولية إقامة المعرض وتنظيمه، ثم بعد ذلك تولى اتحاد الناشرين وصدى العارف تنظيمه. الحضور للمعرض جيد جيدا، وهناك إقبال جماهيري واسع من قبل أبناء مدينة النجف وباقي المحافظات، ونحن حريصون على المشاركة في هذا المعرض كونه من المعارض المهمة في البلد بعد معرض بغداد الدولي للكتاب. وأضاف الراضي: الجمهور النجفي متنوع، ولا اختصاص محدد يرغبون به، فهناك من يقرأ الكتب التاريخية، الروايات، الدراسات السياسية وغيرها، يمكنني القول أن الجمهور النجفي من أهم الجماهير العراقية التي تهتم وتتابع وتقرأ في مختلف مجالات الثقافة. ورغم أن المعرض شارف على النهاية، لكن الاقبال لازال مستمرا لغاية الآن، وسيبقى مستمرا لآخر يوم فيه. ونتأمل في المواسم القادمة أن يزداد حجم المشاركة في المعرض من قبل دور النشر، لكون أن هنالك تسهيلات كبيرة مقدمة للناشرين، منها رخص أسعار التأجير للمساحات، مع الاقبال الواسع على الشراء.
الشاعر والناشط ديار محمد علي تحدث لنا عن العمل التطوعي في معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب
كونه أحد أعضاء فريق أكيتو المساهم في تنظيم المعرض:
للعمل التطوعي أهمية بارزة في إثراء الحركة الثقافية من خلال الفقرات التنظيمية التي يقدمها للمشهد في معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب بدورته الرابعة ومنها الأمور اللوجستية المتعلقة باحتياجات دور النشر وإرشاد الزائرين على مدى أحدَ عشر يومًا، بالإضافة إلى تنظيم الأمور المتعلقة بالندوات الثقافية والتي يتفاوت عددها من اثنين إلى أربع ندوات في اليوم الواحد.
ومن جانب آخر تنظيم عملية توزيع قسائم الشراء ( اقرأ ) التي تتبناها جهات مختلفة سعيا منها لدعم القراءة والقراء ومن خلال ذلك يتم تقسيم الأعمال التطوعية بين أفراد الفريق من خلال روزنامة خاصة بكافة الاعمال المناطة للمتطوعين وكل منهم حسب يومه.
كي لا يتعارض مع عمله الخاص أو وظيفته ، ولكون العدد كبير جدًا تسعى إدارة الفريق المتمثلة بشخص مديرها المهندس مصطفى الكاشف ومنسقي الفريق إلى إناطة المهام بكل من توجد فيه الأَهلية التامة لإنجاح الفقرات المذكورة آنفا وعكس صورة ناصعة عن العمل التطوعي وإنجاحه، حيث شهدت هذه السنة إقبالا واسعا وملحوظا على التطوع ضمن فريق أكيتو، على العكس من السنوات السابقة نظرًا للنجاحات التي حققها الفريق في تنظيم المعرض بدوراته الثلاث السابقة ومعرض بغداد الدولي بدورتيه السابقتين ، وإن متطوعي الفريق من فئات مختلفة منهم طلبة المدارس وطلاب الجامعات وحملة الشهادات العليا ومنهم الموظفون ومن محافظات مختلفة كالنجف وبغداد وبابل وكربلاء وبعض المدن ذكورا وإناثا. كل هذا لبث روح التعاون وشيوع فكرة العمل التطوعي لكي ننهض ببلدنا وثقافتنا من خلال هذه البوابة.
أما الكاتب والباحث محيي المسعودي، فقد تحدث لنا قائلا:
بات واضحا أن الكتاب – بأشكاله الورقية المختلفة – قد فقد صدارته في الاتصال والارسال لصالح المنتج – البصري او السمعي او كلاهما مجتمعين , وعليه فإن إقامة معارض الكتاب هي محاولة لاستعادة موقع الكتاب في عالم الاتصال الحديث، وأظنها محاولة لن تجد نجاحا في تحقيق هدفها ولكنها في أحسن الأحوال تبطيء من سرعة التخلي عن الكتاب الورقي , وتُمد القلة القليلة التي لما تزل متمسكة بهذا الكتاب، وربما تخلق لهم نسلا من القراء الشباب يكملون مسيرة الاهتمام بالكتاب الورقي واقتنائه. وكما تمد معارض الكتاب دور النشر والمكتبات بقوت مادي ومعنوي يبقي عليها حية – على الأقل – وقد شهدنا في معرض النجف الاشرف الدولي للكتاب دعم وزارة الثقافة من خلال برنامج اقرأ الذي تدعم فيه الوزارة شراء الكتب بـ – كابونات – وحصرت منحها بالشباب ما يشي بأنها تريد خلق جيل جديد من القراء, ما يعني استمرار حضور الكتاب الورقي . ولكن من خلال المتابعة والملاحظة تشكل عندي انطباع أن الذين يصطفون للحصول على – كبونات – مبادرة اقرأ أرى أن سعيهم هذا هدف لأهداف مادية الا القليل منهم .