حيدر كرار
ألم ترى كيف يلتهمنا الزمن؟
ألم تشعر بأننا نمشي على حافةٍ مهشمة
والأفق يبتعد عن أعيننا كما يبتعد الغيم عن السماء؟
أصبحنا خيوطًا متشابكة
في بحرٍ لا يعرفه أحد،
نبحث عن صيحةٍ،
عن شيءٍ يغسل أوجاعنا
لكننا نغرق في صمت الأسئلة.
يا سائق الليل،
هل ترى كيف يلتصق الضوء بالجدران؟
هل تعرف كيف تكبر الأشباح في زوايا الذاكرة؟
أم أنك مثلنا،
تسير في الطرق التي تفتح وتغلق أمامك
من دون أن تعرف إلى أين تقود؟
من أين يأتي الصوت الذي يهزنا؟
من أين يأتي الضوء الذي نرتطم به؟
أنت، الذي تطاردك الأحلام
وتركض وراء السراب،
هل توقفت يومًا لتسأل:
ماذا تبقى بعد كل هذا الركض؟
أين يذهب الأمل بعد أن يتكسر؟
وأين نضع أكوام الحزن حين يصبح كبيرًا كالمدن التي ضاعت في الحروب؟
لكننا ما زلنا نمشي
نمشي نحو المجهول
ونظن أن هناك مكانًا
لا يمكن أن يخلو من الأمل.