جدلية المرأة والقيادة ورؤية السوداني المستقبلية

الدكتورة الحقوقية ليلى الدليمي

 

لطالما كانت مسألة المرأة والقيادة موضوعاً جدلياً يتراوح بين التمكين والتهميش، حيث شكّلت هذه القضية اختباراً حقيقياً لمدى نضج المجتمعات وقدرتها على احتضان التحولات الاجتماعية والاقتصادية. وبينما سجّلت المرأة على مر العقود خطوات نوعية في مضمار القيادة، إلا أن العقبات الثقافية والسياسية لا تزال قائمة، مما يستدعي سياسات شجاعة وشاملة لرأب الفجوة.

في العراق، تعد قضية تمكين المرأة في القيادة من أبرز التحديات التي تواجه الساحة السياسية والاجتماعية، نظراً لتعقيد البنية المجتمعية وتراكمات الماضي. ومع ذلك، جاءت توجّهات رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني لتعكس رؤية تقدمية نحو تعزيز دور المرأة في مواقع القرار، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء الدولة العراقية الحديثة.

معلوم لدى القارئ أن العراق شهد كغيره من الدول ذات التقاليد الراسخة، تحديات مركّبة فيما يتعلق بمشاركة المرأة في القيادة. إذ يواجه تمكينها عراقيل متعددة، أبرزها القوالب النمطية المرتبطة بأدوار الجنسين، وتأثير الأزمات الأمنية والسياسية. ومع ذلك، فإن السنوات الأخيرة شهدت محاولات حثيثة لإحداث تغيير، تجلّت في ارتفاع نسب تمثيل المرأة في البرلمان والقطاع الحكومي، وإن كان الأمر لا يزال بعيداً عن تحقيق التوازن المطلوب.

أما فيما يتعلق برؤية المهندس محمد شياع السوداني فتتجسد بإيمانه الوضح بأهمية المرأة كعامل رئيس في بناء المجتمع. ففي خطابه الأخير حول الإصلاحات الحكومية والتنمية المستدامة، أكد السوداني أن تمكين المرأة في القيادة ليس مسألة شكلية، بل هو خيار استراتيجي لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. كما دعا إلى تفعيل السياسات التي تضمن تمثيلاً عادلاً للمرأة في مراكز صنع القرار، مشدداً على ضرورة توفير بيئة داعمة تتخطى التحديات التقليدية التي تعيق تطورها.

وعلى الرغم من الخطوات الإيجابية التي تُتخذ في العراق، إلا أن التحديات تبقى كبيرة، إذ تحتاج البلاد إلى إعادة تشكيل المنظومة الثقافية والتعليمية لتكون أكثر دعماً للمساواة. كما يتطلب تعزيز القيادة النسوية شراكة حقيقية بين جميع مكونات المجتمع، من منظمات مدنية، ومؤسسات حكومية، وقوى سياسية.

وللحديث بقية..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة