استئناف المحادثات بشأن “النووي الإيراني” في عملية محفوفة بالمخاطر

تقرير:القوى النووية عازمة على الاحتفاظ بترساناتها

متابعة الصباح الجديد:

التقى المفاوضون المكلفون بالتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني أمس الاثنين في فيينا في مهمة شاقة مع اقتراب نهاية المهلة المحددة لتحقيق هذا الهدف، فيما لا تزال خلافات عميقة في وجهات النظر قائمة بين ايران والدول الست الكبرى.

وما يزيد من تعقيد عملية التفاوض الهجوم الذي شنه مقاتلو تنظيم “داعش” وتمكنوا فيه من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق، وهو ما يعني مباشرة كلا الايرانيين والاميركيين من خلال حليفهما المشترك في بغداد.

ولم تستبعد واشنطن وطهران التعاون لمساعدة العراق، بالرغم من العداء القائم بينهما منذ 34 عاما,ومن المتوقع ان تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تقود المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 خلال نهار أمس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.

في المقابل تريد الجمهورية الاسلامية زيادة هذا العدد لامداد مجموعة كبيرة من المفاعلات النووية التي تنتج الطاقة النووية لهدف مدني.

اما الغربيون الذين يتهمون ايران بالسعي الى تخصيب اليورانيوم لغايات عسكرية، الامر الذي تنفيه طهران على الدوام، فردوا بان مثل هذه المفاعلات لا يمكن ان ترى النور قبل سنوات عدة.

وحذر السناتور الاميركي الديموقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ الخميس من ان “اي اتفاق مع ايران يجب ان يطالب بتفكيك كبير للبنى التحتية النووية الايرانية”.

وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق بحلول 20 تموز فان الطرفين منحا نفسيهما امكانية تمديد المحادثات لستة اشهر.

لكن هذا الخيار ينطوي على مخاطر سياسية حيث انه في الولايات المتحدة يرغم باراك اوباما على التوافق مع الكونغرس الجديد الذي سيتم تجديد اعضائه في تشرين الثاني ويتوقع ان يبدي المزيد من الريبة حيال ايران.

وفي ايران فان عامل الوقت ليس لصالح الرئيس المعتدل حسن روحاني الخاضع لضغوط الجناح المحافظ في النظام القلق على مستقبل البرنامج النووي.

من جانب آخر قال معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام في تقريره السنوي يوم الاثنين إن الدول التي تملك أسلحة نووية تعمل على تحديث ترساناتها وتبدو عازمة على الاحتفاظ بأعداد كبيرة من هذه الاسلحة في المستقبل المنظور.

وبعد مرور خمس سنوات على طرح الرئيس الامريكي باراك أوباما رؤيته لعالم بلا أسلحة نووية أكدت النتائج التي توصل إليها المعهد أن هذا الهدف مازال بعيد المنال.

ورغم أن العالم شهد انخفاضا مطردا في عدد الرؤوس النووية في السنوات الخمس الماضية ففي أوائل 2014 كانت تسع دول لاتزال تملك ما مجموعه 16300 رأس نووي بانخفاض يبلغ نحو 5.6 في المئة عن العام السابق وكانت 4000 رأس منها جاهزة للاستخدام.

وقال المعهد إن وتيرة الانخفاض في عدد الأسلحة النووية تتباطأ مقارنة بما كانت عليه قبل عشر سنوات, وكتب الباحثان بالمعهد شانون كايل وفيليب باتون شل “مرة أخرى هذا العام لم تأخذ الدول المالكة للاسلحة النووية خطوة تذكر للاشارة إلى استعداد حقيقي للعمل من أجل تفكيك ترساناتها النووية بالكامل.”

وتملك الولايات المتحدة وروسيا نحو 93 في المئة من مجموع الأسلحة النووية في العالم وكانت التخفيضات التي أجرتها الدولتان بمقتضى معاهدة الحد من الأسلحة النووية المبرمة عام 2011 هي العامل الرئيسي وراء انخفاض العدد على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة