أربيل – وكالات:
حذر برلمان إقليم كردستان من أن العراق يمرّ بمخاطر محدقة ويتجه نحو الفشل والانهيار، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف إيجابي تجاه العقلية السياسية للسلطة الاتحادية وخرق الدستور.
يأتي هذا في أعقاب هجمة عنيفة للمسلحين التابعين لتنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) على مدينة الموصل والاشتباك مع القوات الامنية هناك، ما أدى إلى فلتان امني ومقتل واصابة العشرات من المدنيين، وفرار الآلاف إلى مدن كردستان بحثا عن الامان، فيما انتقلت شرارة الانفلات الامني إلى محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى وغيرها.
وقالت رئاسة البرلمان في بيان إن «العراق اليوم من وجهة النظام المؤسساتي والحرب ضد الإرهاب يمرّ بمخاطر محدقة، وتتعمق المشاكل والعقبات وتتجذر يومًا تلو الآخر»، مبينة أن «العراق يتجه نحو بلد فاشل».
ودعت المجتمع الدولي إلى «اتخاذ موقف إيجابي تجاه العقلية السياسية للسلطة الاتحادية والتدخلات السافرة وخرق الدستور وانتهاك الاتفاقات الدولية والمحلية، والتعامل بمسؤولية من أجل ترسيخ السلام في العراق».
وأضافت الرئاسة أن «المعارك التي وقعت مؤخرًا في الرمادي والفلوجة وديالى وما يحدث الآن في الموصل والمناطق الأخرى، تسفر عن انتهاكات لحقوق الإنسان وكوارث خطيرة جدًا، بشكل يهدد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة»، مشيرة الى ان «ذلك سيؤدي لانزلاق العراق إلى الانهيار».
وطالبت رئاسة برلمان كردستان المجتمع الدولي بـ»تقديم الدعم والمساندة للشعب العراقية عبر أسلوب دبلوماسي ومسؤول وبالأوجه الميدانية والعملية، والمساعدة لهذا الشعب ولإقليم كردستان لاجتياز مرحلة الخوف والارهاب والترويع»، داعية جميع المنظمات الدولية ذات العلاقة إلى «نجدة المنكوبين والنازحين جراء هذه الأزمة».
وأوضح برلمان كردستان أنه «يراقب هذه الأوضاع الكارثية في المحافظات المجاورة للاقليم عن كثب»، موضحا انه «تم تكليف لجان شؤون البيشمركة والشهداء وضحايا الجينوسايد، والداخلية والآسايش والمجالس المحلية، وحقوق الإنسان، في برلمان كوردستان، لمتابعة مشاكل مواطنينا في المناطق المنكوبة».
وشدد «على ضرورة أن تقوم حكومة العراق الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بمسؤولياتهما تجاه هذه الأوضاع».
وفي الشأن ذاته قال مساعد مسؤول العلاقات الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ديندار زيباري امس الاول ان حكومة اقليم كردستان العراق بحاجة الى مساعدات عاجلة من قبل الحكومة العراقية والمنظمات الدولية لإيواء النازحين القادمين من مدينة الموصل.
وسيطر تنظيم داعش في وقت سابق على مدينة الموصل وأجزاء من قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين في انهيار أمني غير مسبوق بالعراق على مدى أكثر من خمس سنوات.
وقال زيباري إن حكومة اقليم كردستان في موقف صعب لأنه وصل الى الاقليم منذ عام 2004 نحو نصف مليون نازح 250 ألفا منهم من سوريا وتركيا وإيران و250 آخرين من مناطق وسط وجنوب العراق إضافة إلى 30 ألفا من الانبار دخلوا الإقليم في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن النازحين يتدفقون من الموصل على الإقليم وقد يصل العدد قريبا إلى 10 آلاف شخص.
ويفر السكان من مدينة الموصل منذ يوم الجمعة عندما بدأ التنظيم المتشدد باجتياح المدينة وصولا إلى السيطرة شبه الكاملة عليها فجر اليوم.
ويفضل النازحون التوجه صوب إقليم كردستان الذي بقي في منأى عن أعمال العنف على نطاق واسع في السنوات التي أعقبت سقوط النظام العراقي السابق في 2003.
وقال المسؤول الكردي «نحن على تواصل دائم مع الامم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين ومن المقرر ان ندعو الى اجتماع موسع حول موضوع كيفية ايصال المساعدات وكيفية التنسيق مع المحافظات».
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمساعدة حكومة الاقليم لان هناك صعوبات تواجهها بسبب قطع الميزانية من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد.
ومن المرجح أن تثقل موجة النزوح الجديدة كاهل حكومة الإقليم التي تشكو من أزمة اقتصادية جراء قطع ميزانيتها من قبل الحكومة الاتحادية بسبب خلاف على تصدير النفط.
وشدد مساعد مسؤول العلاقات الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في حكومة اقليم كردستان على أن حكومة الاقليم ليس بمقدورها في الوقت الحالي توفير جميع احتياجات النازحين لان الظروف الحالية تختلف عن ظروف عام 2003.
وطالب الحكومة الاتحادية بتقديم دعم مالي سريع جدا، كما طالب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بالإسراع الى مساعدة النازحين القادمين من الموصل لأنه حسب معلوماتنا هناك حوالي نصف مليون مواطن في الموصل مهدد بالنزوح.
وأضاف بالقول «هذا ناقوس خطر على الوضع الامني في المنطقة ومن الضروري على الحكومة العراقية تحمل المسؤولية».
من ناحيته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس الأربعاء إن بغداد ستتعاون مع قوات البیشمركة لطرد مسلحي داعش من الموصل.
وتأتي تصريحات زيباري بعد يوم من سيطرة داعش على ثاني أكبر المدن العراقية.
وقال زيباري على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في أثينا إنه سيكون هناك تعاون أوثق بين بغداد وحكومة اقليم كوردستان لطرد المقاتلين الأجانب.
ودعا كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة ما وصفه بخطر جسيم يهدد البلاد.
وقال إن الرد على ما حدث يجب أن يكون سريعا.