القوس والكنانة: تلقي السرديات العربية القديمة في النقد الثقافي

متابعة – الصباح الجديد:
صدر حديثًا عن دائرة الثقافة في الشارقة كتاب “القوس والكنانة: تلقي السرديات العربية القديمة في النقد الثقافي” للباحث الأردني الدكتور عامر سلمان أبو محارب.
الكتاب يقدم قراءة في سرديات عربية قديمة، كاشفًا عن حدود المتن النقدي المدروس، ومتخذًا منهجًا يتقاطع مع دراسات سابقة في هذا المجال ويفترق عنها في مجالات أخرى، غايته في ذلك “التأريخ لتلقي الأدب العربي في إطار النقد الحديث، ومراجعة الأصول المعرفية للنظريات التي تقرأ هذه النصوص”.
كتب الدكتور عبد القادر الرباعي في تصديره للكتاب: “إننا أمام حقل من الطروحات المتشابكة التي احتاجت لتتواءم معًا، إلى رؤية كلية نافذة، وطموح ذاتي جامح وغير محدود، وهذا ما كان”، موضحًا أن الباحث “لم يكن يرضى بالسهل من البحث، وإنما تجاوز ذلك إلى الصعب والحفر العميق الذي انساق له بعد عصي”.
يتضمن الكتاب أربعة فصول، يسبقها فصل تمهيدي يستعرض المرجعيات المعرفية التي استندت إليها أدبيات الدراسة ومقولاتها.
ويناقش الباحث أبو محارب المقاربات التي قدمها عبد الله الغذامي حول السرديات الحكائية، وعلي فرحان حول المقامات، ومحمد المحفلي حول السرديات السلطانية. ويوضح أن مقاربة الغذامي مثّلت التلقي المعياري حين دشّنت عملية التحول من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي، وأن مقاربة علي فرحان مثّلت المتنبي الذي استطاع بكفاءة تطوير مقولات الناقد الأول، وأن نمط التلقّي “أصيب ببعض الخروقات” التي تبنّاها المحفلي حين أكّد أنّ الأنساق الثقافيّة التي تُضمرها النصوص تبدو غير مراوغة في حالاتها جميعًا.
ورأى أبو محارب أن النقد الثقافي الذي قرأ السرديات العربية القديمة انفتح على المناهج الأخرى، وتفاعل مع الحقول المعرفية المختلفة بصورة لا يحكمها قانون ضابط، إذ لم يكن هذا الانفتاح محكومًا بمقولات نظرية تكشف عن معالمه وتؤطّر حدوده، وأشار إلى مركزية “النموذج الغذامي” في بعض من المقاربات المدروسة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة