مريم كريم التميمي
في زماننا المتقلب، وحياتنا الطويلة التي تمر برشاقة فيحبنا الجميع ويمدحنا، عندما تصاحبنا الدنيا، وإن خاصمتنا، تمشي كالدبابة على عظامنا وروحنا وتكسرها! فنجد بعض الإخوة، والكثير منهم للأسف، يتصرفون كمجموعة من اللصوص الذين سينهشون لحمك إن سمحت لهم الفرصة، ليعيشوا برفاهية، وأنتِ عيشي أو لا تعيشي، فهذا لا يهمهم. وفي بعض الأحيان، بعدما يسرقونك، يعيرونك بفقرك! أما الأهل يحبونك، ولكنهم سيرغمونك على الضياع والإفلاس. فهذا ما يرونه مناسباً لهم ولك ولإخوتك وأخواتك، وحسب حظوظهم وأخلاقهم. فبعضهم سيئ الخلق وبلسانه يخدعك وبالغش يظلمك، فيعيش بالاحتيال والنصب ثم يعتقد نفسه ذكي شاطر! وبعض الأشخاص يبقى واهما فهو يعتمد على الحب، والحب نسبي، وليس كل من يحبك يتمنى لك الخير، فمادمت تعيش، فهذا يكفيهم. فليستمتعوا هم بأموالك وأملاكك، وأنتِ ما عليك سوى خدمتهم، فقد خُلقت عندهم لتلبي أوامر الأباطرة! لذا بهذه العائلة، لا يمكن لأي شخص الثقة في العالم من حوله، وكيف يثق وأقرب الناس إليه، لا يشعر معهم بالأمان! الأسباب التي تجعل الأخ يسرق أخته أو أخاه الأنانية، والجشع، والنذالة، والوقاحة، واللؤم، والمكر، والاستغلال، والنصب جعلت من بعض البشر وحوشاً، ونحن منهم نتقيأ. فالجميع يدعي الدين، صاحب السبحة وصاحب الخمر، وكلاهما يشتركان في الصفات الدنيئة. رغم أننا نعطي العذر لصاحب الخمر قليلاً، فهو لم يصلي حتى تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر. فما بال الذي يصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويلهج بأقوال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة والأئمة عليهم السلام! ما أتعس الضعيف والفقير في المجتمعات المنافقة! الخلاصة عموماً، هي تحبهم، ومهما خافت منهم يبقى العالم أسوأ! إنها حالة تتكرر يومياً، وخاصةً في موضوع الإرث، مشكلة لا أحد يهتم بحلها أو ذكرها في منابر الجمعة. فبدلاً من أن تحاسبوا على النتائج، عالجوا الأسباب! فتلك المرأة ستعيش في دوامة لا تتوقف، وستبحث عن حلول حسب الضغوط التي تعيشها. لكن الله موجود، لو آمنت وعملت بما يرضيه، الذي سيلف على عنق من يكيد لها بحبله حتى يختنق، وستخرج منتصرة بإذن الله!
أصعب أنواع الضياع
التعليقات مغلقة