لبنى ونوس
أتمشى بين الحين والآخر
في أوردتي
أرافق دمي الذي يجري
أفتش بين ثناياه عن كل لغز
كان قد مر من أمامي دون أن أكون قد أعرته مزيداً من الغموض
كي يتفضل علي بقليل من حلاوته
أبحث في حناياه عن كل مشهد أو صورة بكامل البهاء
وأنا من فرط شرود
لم أحتفظ بأي منها
كي أحييها لاحقاً بقطرة صغيرة من ندى العمر
أرتب أمامي جدوى هذا الضياع
وكل الفكر التائهة من عقال غرور
لأكتشف عناداً صلفاً كنت قد ربيته
كل مرة بخسارة
أعول على ذاكرة كنت أظنها متمرسة باسترجاع الألوان الباهتة
لتفاجئني على حين غرة
بنسيان يشبه سجناً بلا منافذ
فأبدأ بنحت تفاصيل مغمورة
ولمعان ضئيل يتبدى من جوف إغماضة
رجفة لا تني تعتريني في لحظة ركون
ودفء يسري دون نار في لحظة جمود
أتمشى لا لكي أفهم
ولا لأرضي رغبة حارقة باستعادة مملكتي الوادعة
التي اغتصبها الوقت بجبروته
أبحث لا لكي أفسر
ولا لكي أشرح للمرآة الجاثمة أمامي
عن مغزى انعكاس رونق يتبدد لم أعره اهتماماً
بدأت هذه النزهة بلحظة ضجر
وما زلت ولا زال قلبي يسير معي على أطراف أصابعه
لم أتعب
وهو أيضاً لم تتعبه المسافات العمياء
ليرسم عند كل منعطف
نبضة جنونية تشير لدم خديج
عن طريق انبثق للتو من تأوه ولادة
نزهة خارج الوقت
التعليقات مغلقة