إدريس محمد سلمان
لم يمر العامان الماضيان من تاريخ وزارة الاتصالات والشركات العامة التابعة لها كبقية الأعوام، حيث شهدا الكثير من المنعطفات والمتغيرات، و في عدة جوانب.
فالمتابع والمهتم لقطاع الاتصالات داخل العراق قد لاحظ حرص واصرار وزيرة الاتصالات الدكتورة هيام الياسري على تطبيق قوانين جديدة تنظم عمل اللاعبين الأساسيين في هذا القطاع ، قوانين عكست خبرة الياسري الطويلة التي قضتها في الوزارة، وكذلك كشفت عن ارادة قوية وجادة لتغيير المعادلة التي تحكم العلاقة بين الوزارة وشركات القطاع الخاص المتعاقدة معها.
معادلة تعيد هيبة الوزارة الضائعة منذ سنوات، الهيبة المنشودة التي يحلم بها أي موظف يعمل بجد من اجل خدمة بلده وشعبه، وايضاً المواطن الذي يحلم في ان يرى جهات حكومية يرفرف فوقها العلم العراقي يكون المسؤول فيها صاحب القرار، قرار لايخضع للمحسوبية، قرار لايُتخذ بناءا على المصالح الشخصية والحزبية، قرار يكون ال. ل. ه (سبحانه وتعالى) من وراء القصد، والمصلحة العامة هي الهدف.
عملت وزيرة الاتصالات رغم قلة الناصر والمعين على تشكيل فريق عمل يمتاز بالنزاهة والكفاءة (لاشيء غيرهما)، وهما المعياران الاساسيان لإنجاح خطة التغيير والتطوير، وتنفيذ الحلم الذي تسعى اليه الياسري، حلم أقله تغيير الواقع المرير وخلق بيئة جديدة تكون في مصلحة الوطن والمواطن.
شهد العامين الماضيين نهضة كبيرة في مستوى البنى التحتية الخاصة بالمشاريع التي تنفذها الوزارة، آلاف الكيلومترات من الكابلات الضوئية تم مدها، وتم ادخال الاجهزة الحديثة التي تسمح بزيادة سعات الانترنت، وكذلك تم تشغيل عشرات آلاف الخطوط الضوئية التي تجهز المواطنين بخدمات الكابل الضوئي FTTH في المحافظات كافة عدا إقليم كردستان، بدل خدمة الانترنت بتقنية ال WIFI والتي باتت لاتلبي احتياجات المواطنين، كما تم تنفيذ وتشغيل مشروع امرار السعات الدولية (Transit) لأول مرة بتاريخ العراق، بالإعتماد على موقع العراق الجغرافي في امرار سعات الانترنت من دول الخليج العربي الى تركيا ومن ثم أوربا، وهذه المشاريع وحدها تكفي الدكتورة هيام الياسري ان تتفاخر بإنجازها خلال المدة القصيرة التي قضتها على رأس هرم الوزارة، دون أن ننسى الاشارة إلى أن هذه المشاريع لم تكلف خزينة الدولة اي مبالغ مالية، فيما كان لها مردود مالي جيد وفي تزايد مستمر، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل للشباب العراقي ومن مختلف الاختصاصات.
ختاما نوجه دعوة إلى كل ذي عقل وفي قلبه حب حقيقي لبلده وشعبه ان لايكون عائق امام خطط وتوجهات وزارة الاتصالات، لان الوزارة تقودها كفاءات تسعى لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و وضع العراق ضمن خارطة الدول المتقدمة في هذا القطاع.