بغداد – الصباح الجديد
أكد خبراء ومسؤولون امس الاحد أن العراق حقق قفزة كبيرة في توطين الصناعة الدوائية وتطبيق مفهوم (صنع في العراق)، فيما بينوا أن المصانع القائمة ضاعفت انتاجها على ضوء الدعم الذي قدمته الحكومة لكافة المصانع الدوائية، مما دفع العديد من المستثمرين لتقديم طلبات انشاء مصانع للأدوية والمستلزمات الطبية في العراق.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الصناعات الدوائية حمودي اللامي في تصريحات صحفية : إن “افتتاح مصنع المنصور الذي كان متوقفاً لغاية 2021 وتمت اعادة تأهيله واعادة تشغيله، جاء على ضوء الدعم الذي قدمته الحكومة بموجب قرارات توطين الصناعة الدوائية”، لافتاً إلى أنه “يعمل الان بخطين لإنتاج الحبوب بطاقة سنوية تقدر ب(140) مليون حبة، وخطين لإنتاج الاشربة بوجبتي عمل وبطاقة انتاجية سنوية تقدر ب(14) مليون قنينة، وذلك لتغطية جزء من حاجة السوق”.
وأضاف أنه “تم افتتاح مصنع المستقبل الذي اشتمل في مرحلته الاولى مصنعا لإنتاج المحاليل الوريدية المنقذة للحياة بطاقة (18) مليون عبوة سنوياً، يأتي ذلك بعد اقل من اسبوعين لافتتاح مصنع المضادات الحيوية من نوع السيفالوسبورينات من قبل رئيس الوزراء”، مشيراً إلى أن “ذلك سيدفع الشركات الاجنبية لتوقيع اتفاقيات لنقل التكنولوجيا وتصنيع ادوية امراض الدم والادوية الخاصة بمكافحة امراض السرطان في العراق”.
وبين المستشار أن “برنامج توطين الصناعة الدوائية بدأ يعطي ثماره من خلال ارتفاع نسبة تغطية الحاجة من الادوية محلياً من قبل المصانع القائمة التي ضاعفت انتاجها على ضوء الدعم الذي قدمته الحكومة لجميع المصانع الدوائية، مما دفع العديد من المستثمرين لتقديم طلبات انشاء مصانع للأدوية والمستلزمات الطبية في العراق”، موضحاً أنه “سيحقق مزيداً من الاكتفاء الذاتي للعديد من الادوية وتطوير انتاج الانواع الاخرى بالتعاون مع شركات عالمية مانحة للخبرة في نقل التكنلوجيا”.
من جهته أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية ماجد شنكالي أن “دعم الصناعة الدوائية الوطنية وتوطين الصناعة الدوائية في العراق كان من أهم الأولويات التي أطلقتها حكومة السوداني في بداية تسلمها، وليس على الورق بشكل نظري وإنما من خلال اتخاذ قرارات، وتقديم الكثير من التسهيلات التي ساعدت على التقديم على ما يقارب 30 إلى 40 مصنعا في عموم محافظات العراق وبشكل يضمن توزع هذه المصانع على محافظات العراق وعلى الكثير من أنواع الأدوية التي تسهم في تطوير الصناعة الدوائية في العراق”.
وأضاف أن “حجم الصناعة الدوائية في العراق لم يكن يبلغ ما يقارب أكثر مما يقارب 11 إلى 15% قبل تولى هذه الحكومة، والآن زاد هذا الحجم بشكل كبير جدا وقد يصل إلى 25%”، موضحاً، “نحن في بداية الطريق وأيضا هناك محاولات لنقل صناعة أدوية مهمة جدا وهي ادوية الامراض السرطانية والأدوية البيولوجية، وأدوية أمراض المناعة، وأدوية علاج الأمراض المزمنة، وكل هذا لنقل النوعية في مجال الصناعة الدوائية في العراق، والدليل نجاح هذه التجربة أو هذا التوجه الذي قامت به الحكومة”.
من جانبه أكد وزير الصحة، صالح الحسناوي، ان “مجموع الأدوية المسجلة في المصانع الوطنية بلغت 1725 نوعاً”، فيما اشار الى ان “التسهيلات المقدمة لصناعة الادوية لم تقدم في أي دولة مجاورة”.
وقال وزير الصحة في كلمة له خلال افتتاح مصنعي المنصور والمستقبل، المتخصصين بالصناعات الدوائية، ضمن برنامج الحكومة الداعم لتوطين صناعة الأدوية ورفع نسب الاكتفاء الذاتي عبر الدائرة التلفزيونية مع رئيس الوزراء، : “لدينا 31 مصنعاً منتجاً و20 آخرين في مراحل مختلفة ما عدا الاجازات المبدئية الممنوحة للشركات”، مشيرا الى ان “مجموع الأدوية المسجلة في المصانع الوطنية بلغت 1725، إضافة الى عقود الشركة العامة للأدوية للعام 2023 بلغت 526 مليار دينار من مجموع ترليون و650 مليار دينار بنسبة اقل بقليل من 30%”.
وطالب الحسناوي اصحاب مصانع الأدوية بـ “اعتماد سياسة التكامل والتعاون فيما بينهم للارتقاء بواقع الأدوية والوصول الى الاكتفاء الذاتي والتكامل”.
واشار الى ان “وزارة الصحة تستورد الادوية من المصانع الوطنية بدلا من الخارج”، مؤكداً أنه “لأول مرة في تاريخ العراق تقدم تسهيلات لصناعة الادوية لم تقدم في أي من دول الجوار سواء على مستوى جودة الادوية او الاكتفاء الذاتي”.