حاورها – سمير خليل:
حمامة جنوبية، تحمل سمرة البصرة وطيبتها، نشأت وترعرعت في كنف روض إبداعي زهوره اثنان من جواهر الابداع العراقي، الملحن الكبير حميد البصري الذي طرزت ألحانه الجميلة سفر الغناء العراقي، والفنانة ذات الصوت الشجي نجمة الدويتو الشهير مع الغريّد الكبيرفؤاد سالم ” ياعشكنا، فرحة الطير ليرد لعشوشه عصاري “. ورغم نشأتها وتبلور موهبتها في بلاد الغربة وتألقها بالغناء في فضاءات الأوبرا والغناء الاوبرالي، إلا أنها ظلت تحّن لروضها الأثير، بلدها وأهلها ومحبيها.
الفنانة العالمية بيدر البصري سعدت وأسعدت محبيها، حين حضرت الى بغداد ضيفة عزيزة على مهرجان الجواهري15 ” الذي نظمه مؤخرا الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، وقدمت من خلاله أوبريت “دجلة الخير” لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، ومن ألحان والدها الموسيقار د.حميد البصري، كما قدّمتُ حفلاً في ختام المهرجان، وكانت في غاية السرور لأنه جاء لنصرة الشعب الفلسطيني واللبناني، حيث صّرحت: لن أبالغ إذا قلتُ بأن هذه المشاركة لي كانت الأروع في وطني العراق، فقد منحني المهرجان فرصةً متميزة لألتقي بجمهور مثقف عال المستوى، فضلاً عن لقائي بأهلي، وأصدقاء عائلتي، ممن واكبوا مسيرتي الفنيّة”.
بيدر البصري كانت ضيفة حوارنا في صفحتنا العامرة لجريدتنا الغراء ” الصباح الجديد” حيث أجابت أولا عن سؤالنا: ماذا تعلمت من حميد البصري وشوقية العطار؟ فقالت:
أول شيء تعلمته منهم هو حب العراق، علموني الأغنية الملتزمة كيف نلتزمها وكيف نحب بلادنا من خلالها، والأهم من هذا كله إنني يجب أن ادرس واجتهد كي أعود للعراق أخيرا، لأن هذه في مقدمة رغباتي”.
* وماهو رأيك بالموسيقى والغناء العراقي؟
في الغناء، أتمنى أن تتوسع هذه الدائرة الغنائية مثلما هي الآن متوسعة بالمغنيات اللواتي يعملن في الملاهي الليلية، أنا مثلا اللبنانيون يقولون لي: أنت فيروز العراق، مثلا هم يعرفون في لبنان لديهم جوليا بطرس وفيروز وماجدة الرومي وفي العراق بيدر البصري، لكني لست فرحة بذلك، أتمنى أن يكون هناك غناء في العراق، ليست أغان ثقيلة، يكفي أن تكون أغنية مثقفة، لذلك أنا أتمنى أن يظهر جيل من المطربات والمطربين بشكل عام، حتى نستطيع التنافس منافسة شريفة”.
*وعلاقتك بالأوبرا، هل أخذت منك بيدر المطربة؟
مازلت أحن للأغاني العراقية حقيقة، ولكن ليس ذنبي ألا أنتج أغاني متنوعة، ذنب الشركات الفنية في الوطن العربي، الآن المس اختلافا، حتى هنا في العراق تفاجأت في حفلاتي أنهم يحبون هذا الستايل، الغناء الكلاسيكي العربي، الجيل الجديد بدأ الملل يتسلل الى نفسه، الأغاني السريعة اليوم، أغان معادة بإيقاع صاخب، ولاتتعلق بالذهن أيضا، لذلك وقع علينا نحن المعدودين أن نغني أغاني تتعلق بالذهن”.
وعن رسالتها للفن العراقي قالت: رسالتي أن يبقى الفن العراقي بخير، وأن نعيد تاريخ الجيل القديم الذي ثبت بتاريخ العراق بأغانيه الرصينة، والتاريخ الثقافي الجميل، أن يعاد هذا الجيل من خلالنا، أتمنى ذلك”.
البصري متأثرة بالمطربات القديمات “الكلاسيك” سليمة مراد وزهور حسين، وبالنسبة لغناء الأبوذية أو المقام، فهي لم تجربها، ولكنها تحاول، كما أنها متمكنة من العزف بالغيتار والقليل من العود والبيانو.
وعن جديدها، ختمت: إنها بصدد إقامة ثلاث حفلات في بغداد، وستقدم “بورغرام” عراقي وأغنيتين قبل رأس السنة الميلادية.